أكد مدير إدارة مكافحة المخدرات في المنطقة الشرقية اللواء عبد الله الجميل أن أعداد النساء المدمنات في المنطقة الشرقية، ليس بالصورة التي روج لها البعض، ملمحاً إلى أن أعداد المدمنات في تزايد، ولكن في إطار النسب الطبيعية، موضحاً أنه من الصعب حصر هذه الأعداد لعدم معرفة إدارته بها. وأضاف الجميل أن طرق علاج المدمنين في المنطقة الشرقية تبقى هي الأفضل على مستوى المملكة، مستشهداً بأعداد المتعافين الذين يتلقون العلاج في المنطقة، وقال ان المملكة مهتمة بصورة كبيرة بتكثيف التوعية الاعلامية بأضرار المخدرات وتأثيرها على المتعاطين والوصول بهذه التوعية إلى شرائح المجتمع كافة وبخاصة فئة الشباب، عبر برامج علمية، تشرف عليها جهات متخصصة منتصف الطريق - بداية حدثنا على البرامج المتبعة في علاج المدمنين في المنطقة الشرقية؟ لدينا برنامجان متبعان في علاج المدمنين في المنطقة، يركزان على فترة ما بعد العلاج، الأول برنامج منزل منتصف الطريق، وقد بدأنا هذا البرنامج الأول، بالتعاون مع وزارة الصحة منتصف عام 1426ه، وحالياً، يوجد لدينا نحو 140 متعافى في هذا المنزل، ومدة البرنامج بعد فترة العلاج الرئيسية، تتراوح بين ستة أشهر وعامين، وقد تصل في بعض الحالات إلى خمس سنوات، ومنذ تدشين هذا البرنامج، وحتى الآن تم استيعاب ما يقرب من 2600 متعافى، وشرط التحاقهم في البرنامج، أن يكون لديهم القناعة والإرادة على ترك المخدرات، حتى يؤتي البرنامج ثماره، وفي هذا البرنامج نسعى لتوظيف بعض المتعافين في منزل منتصف الطريق كمرشدي تعاف، ويخضع المرشدون الطلابيون والمرشدات الطلابيات ومرشدو التعافي لدورات تصقل خبراتهم في مجال عملهم - هل هذا البرنامج خاص بالمدمنين من الرجال والنساء؟ البرنامج خاص بالرجال فقط، لأنهم الأكثر إدمانا من النساء، وهذا لا ينفى أن هناك مدمنات، ولكنهن قلة لا يحتجن إلى برنامج بهذه الإمكانات، مع الوضع في الاعتبار أن المدمنات يبقين داخل البيوت، وأحيانا يختفين عن المجتمع، ومن هنا المعلومات عنهن قليلة مقارنة بالرجال المدمنين الذين يختلطون ببقية فئات المجتمع ويحتاجون إلى العلاج، ولا شك أن نسبة المدمنات زادت في المملكة في السنوات الأخيرة، ولكن نسبتهن تبقى أقل بكثير من نسبة الرجال المدمنين، فنسبة المدمنات في المملكة قد لا تتجاوز 1 في المائة. وأعتقد أن هناك شائعات تروج لانتشار المخدرات بشكل كبير بين النساء في المدارس والجامعات رغم أن الواقع أقل بكثير مما تروجه الشائعات، وزيادة نسبة المدمنات أرى أنها زيادة في حدود الإطار الطبيعية، وليست فيها مبالغة بلاغات نسائية - هل تتلقى إدارتكم بلاغات عن وجود مخدرات في مدارس أو جامعات البنات؟ لم ترد إلينا أي بلاغات تفيد بوجود مخدرات في مدارس أو جامعات البنات، وإذا كان هذا الأمر موجودا بالفعل، كما يذكر البعض ولم تقم وزارة التربية والتعليم بإبلاغنا فهذا شأن آخر لسنا مسئولين عنه، لأننا نتعامل مع بلاغات ترد إلينا، خاصة أن مدارس أو جامعات البنات يصعب علينا أن ندخلها ونجري فيها عمليات تفتيش تنظيم رحلات - وماذا عن ملامح وأوصاف البرنامج الثاني لعلاج المدمنين؟ البرنامج الثاني يركز على حياة المتعافى بعد علاجه من الإدمان، عبر دمجه في المجتمع، ليبدأ حياة جديدة غير حياة الإدمان التي ظل عليها سنوات عدة، ومن هنا نهتم بتنظيم رحلات عمرة للمتعافين من الإدمان مرتين في العام، وحالياً نجهز ما يقرب من 100 متعافى للحج، وفي هذا العام عقدنا مؤتمرا ضم 360 متعافى من الإدمان، وتم تكريمهم في غرفة المنطقة الشرقية بوجود صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد امير الشرقية وكرمنا أفضل 10 يتولون حالياً مهمة الإشراف على توعية وإرشاد المدمنين، وتتم هذه البرامج بالتعاون مع وزارة الداخلية، ممثلة في المديرية العامة لمكافحة المخدرات، ووزارة الصحة، ممثلة في المديرية العامة للشؤون الصحية. ويحرص البرنامج على إبعاد المتعافى عن التدخين نهائياً، والمواظبة على الصلاة وقراءة القرآن الكريم، والاستماع الى محاضرات دينية وتوعوية وتثقيفية، ويوجد تحليل طبي يومي للمتعافى، للتأكد من استمراره في الابتعاد عن الإدمان، ويوجد تحليل طبي مفاجئ، للغرض نفسه، مع مراقبة تصرفاتهم وسلوكهم، ولا أبالغ إذا أكدت أن البرنامج أصبح مثالاً يحتذى به في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة دول مجلس التعاون التي تحاكي هذا البرنامج علاج المدمن - هل تقتصر خدماتكم على علاج المدمن من إدمانه أم أن هناك خدمات أخرى تقدمونها له؟ نحاول أن ندخل المدمنين الذين عليهم أحكام قضائية، ويقضون فترة محكومياتهم، في قائمة العفو إذا كانوا جادين في التعافي، كما نسعى من ناحية أخرى أن نوفر لهم وظائف شاغرة تتناسب وقدراتهم وتعليمهم، واستطعنا توفير وظائف لنحو 400 متعافىً، ونتواصل مع الشركات الخاصة وجهات التوظيف، من أجل تأهيلهم، وإيجاد وظائف لهم - حدثنا عن نسبة نجاح برامج العلاج مقارنة بنسبة المنتكسين؟ نسبة العائدين إلى الإدمان مرة أخرى، تصل إلى 40 في المائة، وهؤلاء لا نتركهم فريسة الإدمان، إذ نحاول معهم مرات ومرات، عبر برامج توعية وتثقيف لإقناعهم بالعدول على الإدمان، والنسبة السابقة تشير إلى أن نسبة التعافي الكامل عن الإدمان 60 في المائة وهي نسبة أراها جيدة وتحقق المراد من برامج العلاج - هل هناك برامج خاصة لعلاج المدمنين في فترة المراهقة؟ يوجد لدينا برنامج للمدمنين في مرحلة المراهقة وهذا البرنامج مخصص للذين يتعاطون للمرة الأولى مثل الطلبة وهؤلاء نتواصل معهم فيما يشبه المعسكر المفتوح حيث يخضعون لدورات ومحاضرات توعوية، بالتعاون مع المدارس أو الجامعات أو الجهات الحكومية المنتسبين إليها وبالتفاهم مع أولياء أمورهم، ونأمل أن يحظى هذا البرنامج بحزمة من التعاون مع جهات أكثر مثل مجالس الأحياء والمساجد والجوامع وأهالي الأحياء لضمان تفاعل المراهقين مع خطوات العلاج والتزامهم بها. - للطلاب في مدارسهم نصيب في برامج الوقاية من المخدرات والتوعية بأضرارها؟ هناك برنامج تم اعتماده من وزير التربية والتعليم ومدير عام مكافحة المخدرات، يحمل مسمى "وقاية"، استلمته الشركة العالمية، لتنفذه تحت إشراف وزارة التربية والتعليم ومديرية مكافحة المخدرات ومن المفترض أن ينطلق البرنامج هذا العام، وتشمل برامجه جميع الطلبة والطالبات على مستوى المملكة، وفي الشرقية لدينا برامج شبيهة مستمرة حتى موعد بدء انطلاق "وقاية" عبر زيارات لبعض المدارس المستهدفة ونقوم بحملات سرية في أوقات متقاربة للأحياء الشعبية، التي تقطنها جاليات أجنبية، ويكثر فيها انتشار المخدرات - ما الجهود التي تبذلونها لمنع دخول المخدرات إلى المملكة؟ لدينا نحو 22 مكتبا في دول مجلس التعاون ودول إنتاج المخدرات، ودول الترانزيت، بجانب مكاتب في دول بعيدة عنا، مثل اندونيسيا وفيينا والسودان، وكل مكتب يضم عدداً من الضباط والأفراد، ومهمة هذه المكاتب، تبادل المعلومات معها، ومحاربة المخدرات، تبدأ من دول الإنتاج، مرورا بدول الترانزيت، في محاولة لمنع وصولها إلينا في دول المنبع (الإنتاج)، ونتعاون من أجل ذلك مع حرس الحدود، والجمارك، وهذه الجهات تعد الخط الأول في محاربة المخدرات - كيف تقيم نجاح المنطقة الشرقية من ناحية برامج علاج المدمنين مقارنة ببقية المناطق؟ أفضل برامج علاجي حالياً من الإدمان على مستوى المملكة موجود في المنطقة الشرقية ويضم هذا البرنامج نحو 140 مدمناً، فيما تضم البرامج المشابهة في بقية مناطق المملكة، نحو 40 أو 50 مدمنا مقرات المكافحة - وهل لإدارة مكافحة المخدرات مقرات منتشرة في ربوع المنطقة الشرقية؟ أمانة المنطقة الشرقية قامت بتخصيص قطع أرض فضاء للمديرية العامة لمكافحة المخدرات تصلح أن تكون مقرات لنا ورفعنا بأمر هذه الأراضي إلى إدارة المشاريع، ونتوقع أن تشهد الفترة المقبلة بدء بناء المقرات في جميع مناطق الشرقية بما فيها المناطق التي لا توجد لنا فيها فروع، مثل الخبر والقطيف، وفي الأحساء وحصلنا على قطعة أرض بمساحة 14 ألف متر مربع وهناك مشروع خادم الحرمين الشريفين للمقرات الأمنية، الذي يهدف إلى تحويل جميع المقرات الأمنية المستأجرة، إلى مبانٍ حكومية، وهذا المشروع في طور التعاقد مع شركات للتنفيذ، كما يوجد برنامج الأمير محمد بن فهد للوقاية المجتمعية، ويركز على إقامة مراكز توعوية، وتوجد مخططات جاهزة لبناء عدد من المقرات التوعوية، مفتوحة على مدار الساعة، وتقام فيها الندوات والدورات التدريبية سواء للمعلمين أو المعلمات أو الضباط أو المتعافين من الإدمان - حدثنا عن الأشخاص المتعافين وهل هناك أحد منهم برز في المجتمع بعد شفائه ؟ هناك أشخاص عدة تعافوا تماما ولم يعودوا إلى التعاطي نهائيا فقد عادوا إلى صوابهم وبدأوا يلتفتون إلى مستقبلهم وآخرون بدأوا يقيمون محاضرات وندوات تخص الإدمان والتعاطي وهناك من بدأ في إكمال دراسته الجامعية حتى أصبح احد المتخرجين قاضيا يشار له بالبنان - هناك مدمنون فصلوا من أعمالهم فمنهم في قطاعات خاصة ومنهم في قطاعات حكومية ، كيف يتم التعامل معهم ومع الجهات العاملين فيها ؟ هناك من يكون لديه قضايا مختلفة وقديمة ويكون ملتزما معنا تماما حيث لابد من إثبات أنه قد ترك جميع ما يتعلق بالمخدرات فنحن هنا بدورنا نحاول نعود إلى قضاياه فلو كانت بسيطة فنحاول جاهدين أن يكون من ضمن قائمة العفو حتى لو لم يستحق العفو لتغيير نفسيته إلى الأفضل وشعوره بالمسئولية وبذلك نسعى جاهدين إلى إعادته إلى وظيفته السابقة أو إيجاد وظائف بديلة تناسب قدراتهم ومؤهلاتهم - هل هناك رواتب أو مكافآت للمتعافين المتواجدين في السكن؟ نعم هناك سكن ومصروف يومي للمتواجدين من خارج المنطقة وهناك رجال أعمال جزاهم الله خيرا يتكفلون بالسكن والمصروف فبهذا نشعرهم بأنهم كالموظفين لديهم مصروف شهري أو يومي