مع بداية موسم الصيف تبدأ استعدادات الأسر للسفر حسب ظروف كل عائلة وما تريد من متطلبات، ولكن كيف تستطيع تحديد وجهتك السياحية إذا رغبت في قضاء الإجازة خارج المملكة؟ من المؤكد أن أهم العوامل هو الأمن واعتدال الأسعار، فإذا انعدم الأمن لن يكون هناك راحة واستمتاع بل على العكس ستصبح في رعب من المجهول الذي يتربص بك في كل وقت، وكذلك إذا كانت الأسعار مرتفعة ربما تتحسر على الكثير من الفعاليات والمواقع التي لن تستطيع أن تحضرها بسبب ارتفاع أسعارها. هذه الشروط الأساسية التي يجب أن تنطلق منها يأتي بعد ذلك توفر الخدمات والبنية التحتية المناسبة والتعامل الجيد مع السائح وما تقدمه بعض الدول من خدمات إضافية مثل سهولة الحصول على الفيزا من المطار وغيرها. يعتبر الشعب السعودي مطمحاً للكثير من الدول السياحية لعدة أسباب منها حجم الإنفاق الذي يعتبر الأول عالمياً خلاف أن هذا الشعب ودود ومسالم ويحب الاطلاع والتعرف على الشعوب الأخرى، ولو أخذنا الجانب المادي نجد أن إنفاق السعوديين على السياحة الخارجية بلغ أكثر من نصف تريليون ريال (580.7 مليار ريال) خلال عشرة أعوام وتحديداً منذ عام 2007 حتى عام 2016 وبحسب المنظمات الدولية فإن السائح السعودي يعد الأعلى إنفاقاً من بين باقي السياح، حيث ينفق حوالي 21.3 مليار دولار سنوياً. وهنالك حوالي 4.5 مليون سعودي يسافرون سنوياً مع عائلاتهم. فيما ينفق السائح السعودي حوالي 6 آلاف دولار في المتوسط في الرحلة الواحدة. وهو بهذا المعدل يتفوّق على الصيني الذي يأتي في المرتبة الثانية، والأمريكي الذي يحتل المرتبة الثالثة من بين مواطني العالم الأكثر إنفاقاً على السياحة، ولذلك نجد التنافس الكبير من الدول السياحية على المواطن السعودي واجتذابه بشتى العروض خاصة إذا علمنا أن الكثير من تلك الدول تعتمد بشكل كبير في ميزانياتها على الدخل السياحي الذي يعتبر مصدر الدخل الأول أو الثاني في مدخولها القومي. لو تحدثنا عما يرغب فيه السائح السعودي حالياً فأعتقد أن المواقع المناسبة كثيرة ولكن يأتي الجانب المادي وجمال الطبيعة في الدرجة الأولى مع توفر الخدمات، ولنأخذ جمهورية أذربيجان نموذجا حيث حضرت احتفالاً لسفارة أذربيجان والخطوط الأذرية في الرياض عرضت من خلاله أبرز الخدمات التي تقدمها للسائح السعودي حيث ذكر السفير الأذري أن السياح السعوديين خلال العام الماضي تجاوزوا (90) ألفا مقارنة ب 30 ألفا عام 2017م مما يؤكد أن هناك نمواً سريعاً في أعداد السياح وتم عرض أبرز مكنونات الطبيعة وجمال المواقع وحداثتها ونمو هذا البلد السريع إضافة إلى تدني الأسعار التي تتجاوز بمراحل الدول المجاورة كما أن الأمن يعتبر متميزاً ولم يحدث أن اشتكى أحد من السائحين السعوديين، وقد أطلقت خلال هذا الاحتفال جمهورية أذربيجان خطوطاً مباشرة من المطارات الرئيسية في المملكة إلى العاصمة باكو تسهيلاً للزائر والفيزا يمكن الحصول عليها من المطار مباشرة. أعتقد أن كعكة السائح السعودي يتنافس عليها الجميع ولكن يفترض اختيار البلد المناسب والسعر المناسب وتوفر الأمن نظير ما ندفع من أموال.