شهدت دار الحضانة الاجتماعية بالدمام خلال 10 أشهر حريقين في شقق نزيلات الدار، الأول كان يوم الثلاثاء 10 يونيو 2018 بسبب «فواحة» بحسب إفادة أحد المسؤولين، والآخر الثلاثاء 2 أبريل الماضي بسبب شمعة، ما تسبب في حالة من الذعر الشديد لفتيات الدار، وترك في نفوسهن شعورا بالغا من الأسى، وكشف الحريق خفايا اختبأت خلف جدران وأقفال نوافذ الدار، وكان أقل ما يقال في حق هذا الحدث وعلى لسان فتيات الدار «بلغ السيل الزبى»، «اليوم» وقفت على ملف هذه القضية وعبرت الفتيات لنا عن كم الألم والخوف في دار لم تؤمن بوسائل السلامة على أقل اعتبار. » إخلاء الدار في البداية، كشفت إحدى فتيات الدار، تحتفظ «اليوم» باسمها، أن حريق الثلاثاء الماضي كان بسبب شمعة كانت قد أشعلتها إحدى الفتيات بالشقة الخاصة بها، حيث كانت نافذة الغرفة مفتوحة، ومع مرور الهواء لامست الستارة الشمعة واشتعلت، في حين استنجدت بمَنْ حولها دون مجيب، إلا أنهم حين تثبتوا من وجود حريق بدأوا بإخلاء الدار، منوهة بأن الأخصائية الاجتماعية ومسؤولة السائقين حاولا إخماد النار بطفايات الحريق إلا أنها كانت فارغة، ومن ثم تم استخدام الطفايات المملوءة بالماء ولكن الأمر ازداد سوءا، فقد سمعنا دوي انفجار؛ لكون الكهرباء كانت مفتوحة. وأضافت: كنا نستنجد ونطالب بالاتصال على الدفاع المدني، ولكن الاستجابة كانت متأخرة جدا، ولم تصل فرق الإطفاء إلا بعد 15 دقيقة من الحدث تقريبا، مشيرة إلى أن الوزارة كانت قد وعدت منذ فترة كبيرة بتأمين بيوت اجتماعية لهن، لكن الحال أصبح من سيئ إلى أسوأ، حتى إننا بين الوقت والآخر نشم رائحة التماس ولا نعرف مصدر الرائحة. » معاملة خاصة واستطردت قائلة: حين انتهت عملية إخماد الحريق تم توزيع 15 فتاة بين شقق إخواتنا بالدار، والبعض تم إيداعهن في شقق مفروشة، و5 فتيات تم تمييزهن في فندق خمسة نجوم بالدمام. » الإدارة تعلم وأكدت فتاة أخرى من فتيات الدار، تحتفظ «اليوم» باسمها، أنه للمرة الثانية التي يحدث فيها حريق خلال 10 أشهر تحت أعذار واهية، منوهة بأنه في المرة الأولى كان بسبب التماس كهربائي وليس فواحة، والمرة الثانية اتهمت الإدارة الفتيات باستخدام الشيشة «الأرقيلة»، التي على إثرها اشتعل الحريق، منوهة بأنه بالفعل هناك فتيات يستخدمن الشيشة ولكن الحريق هذه المرة لم يكن بسبب الشيشة، والإدارة تعلم باقتناء الفتيات للشيشة، وأضافت: نعم الإدارة تعلم ذلك، والدار فيها من 4 إلى 5 شيش، مشيرة إلى أن دخول الفتيات وخروجهن غير مسموح إلا مع حاضنة، فليس من السهل إدخال أي شيء بشكل سري؛ لكون الإدارة تنكر علمها بذلك. » شهادات معتمدة وأشارت إلى أن جميع منسوبات الدار لديهن شهادات معتمدة للتعامل مع مثل هذه الحوادث، ولكن ما الجدوى من ذلك وغالبية الطفايات الموجودة بالدار فارغة والبعض منها صغير لا يفي الحاجة وقت الحوادث، ولا تتواجد الطفايات إلا بين الأقسام، فالحرائق التي تحدث في الشقق الخاصة بنا تحتاج لوجود الطفايات داخل الشقق، إضافة إلى ذلك خرطوم الماء فارغ، وكنا ننتظر خطة يتم تنفيذها مع الدفاع المدني لتضمين وسائل السلامة في سقف الدار وجدران المبنى ولكن للأسف. وأضافت الفتاة قائلة: المبنى الذي نستقر فيه أصبح غير آمن، وإن كانت هناك إجراءات للنقل نأمل التعجيل بها، فنحن ننام ومشاعر الخوف تحاصرنا، وإن لم تكن هناك خطة نقل نأمل تزويد المبنى بأجهزة استشعار للحرائق، صمامات بالسقف، زيادة عدد طفايات الحريق وتضمين الشقق بها، والأهم من ذلك عدم إغلاق النوافذ بأقفال حديدية. وأكد المتحدث الرسمي للهلال الأحمر بالمنطقة الشرقية فهد الغامدي، وقوع الحادثتين خلال ال 10 أشهر، منوها بأن الفرق الإسعافية باشرت الموقع ولم تنتج إصابات في المرة الأولى، أما الحريق الأخير فقد نتجت عنه 5 إصابات بسيطة تمت معالجتها في الموقع. الدفاع المدني: أعددنا تقارير عن «السلامة» في المبنى أكد مدير الإدارة العامة للدفاع المدني بالدمام العقيد إبراهيم السلطان أنه تتم معاينة مبنى دار الحضانة الاجتماعية وبشكل دوري ومنتظم، وتم إعداد عدة تقارير عن وضع السلامة، وتزويد فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية بتلك التقارير، دون الإفصاح عن ماهية تلك التقارير وما تتضمنه من ملاحظات حول وضع الأمن والسلامة في الدار. مُشيراً إلى أن الدفاع المدني يسعى بشكل مستمر لتعزيز جانب الدفاع الذاتي من قبل منسوبي المنشآت، الذي لا يأتي إلا برفع مستوى الوعي وعمل المحاضرات التثقيفية وورش العمل، وتعتبر دار الحضانة إحدى تلك المنشآت، التي تمت إقامة عدة محاضرات لمنسوبيها وبشكل دوري، واشتملت شرحا عن آلية الإخلاء، والتعامل مع أنظمة السلامة المتوافرة في المبنى، ومباشرة أي حادث في بداياته، وأضاف السلطان: يسعى الدفاع المدني من خلال ما يقوم به من إعداد تقارير عن هذه المنشأة، وعمل محاضرات توعوية إلى تفعيل الجانب الاستباقي؛ لمنع الحوادث أياً كان نوعها والتخفيف من آثارها عند وقوعها، ولعل هذا ما لمسناه من قيام منسوبات الدار بتنفيذ خطة الإخلاء والتعامل مع الحدث قبل وصول الدفاع المدني، مؤكداً أن الدفاع المدني يقوم وبعد انتهاء كل حادث بمناقشة مسؤولي فرع الوزارة لإيجاد الحلول اللازمة لمنع تكرارها. فرع «العمل» لا يتجاوب.. والوزارة تلتزم الصمت تم التواصل مع مدير فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية عبدالرحمن المقبل للاستفسار عما إذا كان قد تم تحديد خطة مستقبلية لإيجاد بيئة آمنة للفتيات في الدار أم لا؟، إلا أنه رفض التجاوب ووجهنا للتواصل مع المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية. وتواصلت «اليوم» هاتفيا وعبر «واتس آب» مع المتحدث الرسمي لوزارة العمل والتنمية الاجتماعية خالد أبالخيل للاستفسار عن الإجراءات، التي تعتمدها الوزارة تجاه تكرار مثل هذه الحوادث؛ للحد منها حفاظاً على سلامة المشمولين برعاية الوزارة ولم يتم الرد حتى لحظة إعداد التحقيق.