(الواتس-أب) وما أدراك ما الواتس أب، لا أعتقد أن هناك من ليس لديه هذا البرنامج في هذا الزمن، إذا استثنينا البعض من الجنسيات الآسيوية ممن اشتهروا (بدقة وتسكيرة) لذا من الطبيعي أن نجد من يحرص على الهللات وتوفير الثواني واستغلالها ليس لديه وقت (للمناوشات والمهاوشات!) أعود للواتس-أب وملحقاته والمقصد هنا بالملحقات المجموعات وما يترب على ذلك من (زود) جرعة (النسخ واللزق) وكثرة الخلافات والنقاشات الهادئة والساخنة على حد سواء، إذ لا تكاد تخلو مجموعة ممن يعتقدون بأنهم من الملهمين والعباقرة والمنظرين والغيورين والصالحين والوطنيين والاقتصاديين ولهم باع في علم الفضاء وأمور القضاء ومفسري الأحلام والإعلام الخ. لا أعلم إن كان هناك دراسة حول إيجابيات وسلبيات هذا التطبيق، وما أحدثه من ثورة في عالم التواصل وما يحدث فيه من حوارات راقية، كتلك التي يركز فيها المتحاورون على الموضوع وليس على جنس أو مذهب من طرحه، وهذا هو الجانب المشرق وفي المقابل دراسة الجانب المظلم من حوارات خاوية ترتكز على (الشخصنة)! لا أخفيكم، أكثر من مرة فكرت أن أغادر جميع المجموعات ولا تعني مغادرتي بأنها مجموعات سيئة، ولكن من كثرة الرسائل المتكررة والنقاشات التي (تسحبني) غصبا للدخول أحيانا، أكتشف فيما بعد أنني قد خسرت بعض الأصدقاء وكذلك الوقت الذي لا يقدر بثمن وكان بالإمكان أن يستثمر ذلك الوقت فيما يفيد ويثمر، القصص والأمثلة في غثاء الواتس-أب لا تعد ولا تحصى، ولا أستبعد أن لسان حالك عزيزي القارئ يردد (عندنا وعندك خير!). والآن حان وقت تطبيق الفكرة ومغادرة مجموعات الواتس-أب خلال شهر رمضان المبارك على أن أعود بعده، وحتى لا أحرج نفسي عند المغادرة وطلب العودة سأرسل مقالي لكل (admin) مجموعة ليتضح سبب المغادرة، بصراحة تفاجأت عندما وجدت أن مجموعات الواتس-أب في جوالي أكثر من 31 مجموعة، وزادت الصدمة عندما وجدت لدي أكثر من 1570 رسالة غير مقروءة، ولكم أن تتخيلوا كم من الوقت سأحتاج حتى أقرأ هذا العدد المهول من الرسائل، وكم يوما سأحتاج لمشاهدة المقاطع التي زادت نسبتها عن 30% من العدد الإجمالي من الرسائل؟. ولكي أستطيع أن أحكم على نجاح التجربة من فشلها، سأكتب يومياتي أو معاناتي بدون الواتس-أب مع بداية الحذف وربما تكون مقالا قادما، نعم معاناة لمن تعود على التواصل أن يقلع دون مقدمات، وسأذكر المواقف وما ترتب على الإقلاع من مدرج مطار الواتس-أب الافتراضي والهبوط في مطار الواقع الذي أعتقد أنني سأجد فيه أقرب الناس لي في الاستقبال، لأعيش معهم شهر رمضان وروحانيته بين صلاة تراويح وقراءة قرآن وزيارات للأقارب على أن تتم العودة للعالم الافتراضي بعد العيد، الجميل أن تذكرة العودة للعالم الافتراضي لم يتم تأكيدها بعد، لأنني ربما أجد نفسي هنا في عالم الواقع وليس هناك في عالم الواتس-أب ومجموعاته!