الواتس اب هو برنامج تراسل فوري وقد نال شهرة واسعة في الآونة الأخيرة على الرغم من انتشار العديد من برامج التراسل الفوري ولا يزال هو أشهرها . هذا البرنامج الصغير الذي يختبأ داخل هاتفك الجوال يحمل بين طياته عالم واسع جداً يسكنه معظم أفراد عالمك . لا يكاد يمر يوم دون أن تلقي نظره إلى أفراد هذا العالم وقد تضطر في معظم الأحيان لزيارته أكثر من مرة وما أن تطأ قدماك بوابة هذا العالم حتى تشعر أن الوقت يمر فيه سريعاً فتمضي ساعات وساعات من يومك لا تعمل فيها شيء سوا أن تكون سجين الواتس اب . أنا أتحدث عن شيء يمارسه أغلب أفراد المجتمع بشكل يومي إذا أنا أتحدث عن ظاهر وبالتأكيد لها تأثير على حال مجتمعنا. لا شك أن الواتس اب قد سهل بشكل واضح التواصل بين الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل وساعد في تدعيم العلاقات كما انه ساهم بشكل أو بآخر في نشر الثقافة و نشر بعض الأدعية الدينية و رسائل تدخل السرور وترسم البسمة على محيى قارئيها وهذا هو الجانب المضيء منه ,كما و لكل شيء جانبين فبالتأكيد أن للواتس اب جانب أخر مظلم أصبح الواتس اب مرض العصر وستجد حولك الكثير من المصابين بهذا المرض ,فقد تسمع أحدهم يضحك بصوت عالي في غرفة لا يوجد بها غيره لا تستغرب قد يكون الواتس اب هو السبب ,قد تكون متحمسا في حديثك مع أحدهم ممسك بهاتفه غير منتبه لك فيقاطعك عشرات المرات بماذا قلت!؟ لا تحزن فقد سلب الواتس اب عقله, قد تعلم بعودة أحدهم من السفر ليس لأنه أخبرك هو بذلك بل لأنك قرأت عبارة كتبها أحد إخوته في الواتس اب " نورت الديرة يا فلان" . وفي مجلس يملأه الرجال قد يقهقه أحد الفتيه بشكل لافت ليس لأنه كان منصتاً لقصة مضحكة ألقاها كبار المجلس بل لرسالة وصلته عبر الواتس اب . قد تشتري إحداهن فستاناً أو تعد وليمة أو تنجب طفلا أو تحضر حفلاً لن ينتظرن صديقاتها طويلا سيحتاج الأمر بضع دقائق لتصلهن الأخبار موثقة بالصور عبر الواتس اب . أصبح هذا البرنامج الصغير ناقل الأخبار وكاشف الأسرار لم يعد هناك شيء يخفى على أحد أصبحت حياتنا الخاصة مكشوفة فلم يعد هناك ستار وكأننا نعيش داخل بيوت صُنعت من زجاج . ليس ذلك كل شي فالبعض يستخدم الواتس اب بطريقة سيئة فيستغله في نشر الأكاذيب ليتم تناقلها وتداولها بين الناس . وقد يتعدى لدى البعض مرحلة الأكاذيب لينشر رسائل تخدش الحياء و تسيء للدين . الواتس اب سلاح ذو حدين وحال مجتمعنا بوجوده غير مستقر يترنح بين الكفتين و إنني أخاف كل الخوف أن ترجح كفته الخائبة . بقلم أ. إلهام شليان خاص بصحيفة نجران نيوز الالكترونية