تصر قطروتركيا من خلال مواقفهما المشبوهة على وقف تقدم الجيش الليبي نحو طرابلس، ما يعكس الرغبة في عدم استقرار ليبيا التي تعد إحدى بؤر مشروع الدولتين للعبث في القارة الأفريقية لإيجاد موطئ قدم لهما يهددان من خلاله الدول التي تتصدى لمؤامرات نظامي «أردوغان وتميم». وتبحث الدوحة وأنقرة عن الاستثمار في الإرهاب بأفريقيا، لذا تم الدفع بإرهابيين من الجماعات المتطرفة إلى ليبيا، ثم دولة مالي في مرحلة لاحقة لتكون المحطة الثانية ضمن هذا المخطط. » بؤر مسلحة وقال الباحث في شؤون الحركات الإسلامية عمرو فاروق: إن ليبيا تعتبر جزءا من المخطط التركي القطري في قارة أفريقيا، إذ أن الدولتين تركزان دوما على إيجاد بؤر مسلحة تخدم مشروعاتهما التوسعية، إضافة إلى رغبتهما في تشديد الخناق على دول تتصدى لهذه الأطماع مثل مصر التي تشترك مع ليبيا بحدود تزيد عن الألف كيلو متر، كما أن دولة مالي هي الحلقة القادمة في هذا المخطط بهدف السيطرة على الساحل الأفريقي. » خطر داهم وأوضح فاروق أن وجود دور للجيش الليبي يشكل تهديدا لهذه المؤامرة التركية القطرية التي ترى في دعم السعودية ومصر والإمارات للقوات المسلحة الليبية الشرعية خطرا داهما على استمرار الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تمولها قطر وتتولى تركيا تهريب الأسلحة إليها، لافتا إلى أن كافة هذه المخططات تصب في مصلحة اللوبي الصهيوني الذي يسعى لتدمير الجيوش العربية. » تفاوض سياسي وأشار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية إلى أن نجاح قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر في استعادة السيطرة على طرابلس، يمنحه الشرعية الدولية وهو ما تخشاه الدوحة وأنقرة؛ لأنه يستطيع بعد ذلك الدخول في مرحلة التفاوض السياسي ثم استعادة الاستقرار، مؤكدا أن «تميم وأردوغان» يحركان رئيس حكومة الوفاق فايز السراج والذي تورط معهما بإعلانه الوقوف في خندق الجماعات الإرهابية التي يراها بنظرة مختلفة وفقا لأغراضه وأهدافه السياسية. وأوضح فاروق أن مواقف دول كبرى مثل الولاياتالمتحدة وروسيا إما بالحيادية من الوضع في ليبيا، أو رفض تحركات الجيش الليبي لرغبتها في الاستمرار بالمشهد وعدم ترك مقدرات الأمور للدول العربية المؤثرة مثل المملكة ومصر. » محطة مهمة وحذر الباحث في شؤون الحركات الإسلامية من المخطط التركي القطري بنقل إرهابيين من سوريا والعراق إلى طرابلس لتكوين بؤرة إرهابية قوية تسيطر على الموقف في ليبيا وتوقف تقدم جنود الجيش الليبي لاستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس، مؤكدا أن مالي أيضا ستكون محطة مهمة في هذا الصراع بعد نقل عدد كبير من الإرهابيين إلى أراضيها، مؤكدا أن حجم المصالح التركية والقطرية في ليبيا يقدر بمليارات الدولارات، إذ ترصد تقارير هبوط طائرات في أوقات متفرقة تقل مسؤولي أردوغان وتميم للإشراف على مشروعات ضخمة يشرف عليها البلدان، إضافة إلى نهب خيرات البلد العربي الذي يحظي بموارد نفطية ضخمة. » مشروعات توسعية وشدد الباحث في شؤون الحركات الإسلامية على أن ما يشغل الدوحة وأنقرة، هو إثارة الصراعات في عمق القارة الأفريقية عبر دعم الجماعات الإرهابية المرتبطة بالإخوان، محذرا من خطورة هذه المؤامرات باستغلال تدهور الأوضاع السياسية في تونس والجزائر والسودان، لافتا إلى أن السودان على وجه الخصوص تمثل أهمية إستراتيجية كبرى للمملكة ومصر، إذ أن سقوطها ضمن المخطط التركي القطري والذي يأمل في استمرار تأجيج الأوضاع باليمن من أجل «تحزيم» منطقة البحر الأحمر وتهديد مصالح الرياضوالقاهرة اللتين تواجهان هذه المخططات، كما يحذر أيضا من خطورة اتجاه إيران إلى القارة الأفريقية بعد العقوبات الكبيرة الأخيرة عليها، مؤكدا أن نظام الملالي يسعى أيضا إلى استغلال المناطق الرخوة في أفريقيا للتمدد وتحقيق مشروعاته التوسعية التي ترتدي عباءة دينية. » دولة متآمرة بدوره قال الخبير في الشؤون السياسية محمد أرسلان: «للأسف الشديد تركيا دولة متآمرة على المنطقة وتسعى لتخريبها واغتنام خيراتها ومؤامراتها مفضوحة أمام العالم، كما نشاهد في الإعلام القطري تحريضا واضحا ضد الجيش الوطني الليبي ما يؤكد أن نظام الحمدين يواصل إصراره على دعم الإرهاب». وانتقد فاروق تخصيص قناة «الجزيرة» شاشتها للهجوم على جيش بلد عربي شقيق، فيما تبرر للإرهابيين مواقفهم، مطالبا الأممالمتحدة ومجلس الأمن بضرورة الموافقة على عودة تسليح الجيش الليبي، ومعاقبة الدول -مثل قطروتركيا- التي تغذي الجماعات الإرهابية وتكرس العنف في المنطقة.