تسعى جماعة «الإخوان» الإرهابية، ومن خلفها رعاتها القطريون والأتراك إلى التمدد في أفريقيا واستغلال تردي الأوضاع الأمنية في عدد من دولها، خاصة ليبيا لتأسيس ما يمكن تسميته ب«الدولة الدينية». وهي خطوة بحسب مراقبين في حديثهم ل«اليوم»، تعد استمرارا لمخطط تنظيم «داعش» الهادف لتمزيق استقرار الدول العربية بزعم تكوين دولة «متطرفة» قبل القضاء على خطورته في المحيط العربي بقارة آسيا، في العراق وسوريا. ويقول المحلل السياسي والخبير في الشؤون الليبية عبدالستار حتيتة: إن الاهتمام التركي المتزايد بالقضية الليبية بدأ منذ مؤتمر «باليرمو» في نوفمبر الماضي إذ شعرت أنقرة بالهزيمة فيه بعد التنسيق المصري الليبي القوي بشأن التصدي للمخطط التركي ومَنْ والاه تنظيميا أو حكوميا، بدعم الجماعات المتطرفة. وأكد أن رد الفعل التركي كان بمزيد من الحشد والدعم للإرهابيين بتوفير ملاذات آمنة لهم على أراضيها وتدريبهم في معسكرات ثم الدفع بهم في صفوف ميليشيات بليبيا، مشيرا إلى أنه عن طريق الدعم القطري ترسل أنقرة لهم شحنات الأسلحة، التي ضبط عدد كبير منها قبل وصولها لجماعات الإرهاب، ولفت إلى أن النظام التركي يسعى إلى التحرك بشكل أوسع في منطقة الجنوب الليبي الرخوة من أجل تقوية شوكة الإرهابيين. » أوهام وآمال بدوره، يقول الباحث في الشؤون الليبية محمد فتحي: يحلم أردوغان بإعادة الإمبراطورية العثمانية وهو وهم بعيد المنال، في ظل التطورات التي يشهدها العالم حاليا، لذا يتدخل الرئيس التركي في كل الأزمات العربية ومن بينها ليبيا، التي تشهد تعقيدات كبرى في ظل الصمت الدولي عن تنامي دور الجماعات الإرهابية في عدد من مناطق البلاد، كما تعرقل جهات دولية كبرى عودة الاستقرار بقرار منع حظر تسليح الجيش الليبي في الوقت، الذي تغض الطرف عن تهريب تركيا وغيرها من الدول، التي تسعى لتخريب المنطقة العربية شحنات أسلحة للجماعات الإرهابية. ولفت إلى أن أنقرة تركز على الجنوب الليبي لتكوين دولة تقودها الجماعات المتطرفة، التي تمولها بالمال وتزودها بالسلاح، وهي صفقات قذرة يمولها «نظام الحمدين»، الذي انتهج الأسلوب ذاته في دعم وتمويل تنظيم «داعش» الإرهابي. » خطوات وتحركات من جانبه، قطع خبير الشؤون التركية د.سامح الجارحي أن الخطوات التي تحاول أن تتبعها أنقرة في أفريقيا هي ذات تحركات إيران وإسرائيل، وقال: اتخذ نظام أردوغان في سبيل ذلك خططا ومؤامرات بالتعاون مع الجماعات الإرهابية، التي دعمها بقوة للعبث باستقرار دول القارة، كما ظهر بإرسال شحنات من الأسلحة عن طريق السفن التركية عبر البحر الأبيض المتوسط إلى الجماعات المتطرفة في ليبيا، كما أن تركيا أقامت قاعدة عسكرية في الصومال، وتتواصل مع دول أخرى عن طريق إقامة علاقات تجارية لكنها في الحقيقة تتخذها ستارا للنفوذ السياسي، مطالبا بضرورة تضافر الجهود للتصدي بقوة للنفوذ التركى في أفريقيا.