رب ضارة نافعة .. منذ فترة ليست بالقصيرة والعالم أجمع لديه فكر خاطئ سلبي عن الإسلام والمسلمين.والصورة النمطية السلبية سببها تصرفات من بعض المسلمين سواء من يعيش في الدول الإسلامية أو ممن يعيش في الغرب. وقبل عدة أيام حصل عمل إرهابي قام به مواطن أسترالي ضد مسجدين في مدينة «كرايستسرش» في نيوزيلندا. وراح ضحية العمل الإرهابي العشرات من المصلين وسط دهشة من المجتمع النيوزيلندي الذي من النادر أن تقرأ أو تسمع عنه في الأخبار العالمية. وبعد الحادث مباشرة قام الجميع في نيوزيلندا سواء على المستوى الرسمي والشعبوي بالتعاطف والوقوف مع المسلمين في دولة يعتبرها دولة نائية بعيدة عن كثير من الأحداث العالمية. ووقوف المجتمع النيوزيلندي بجميع شرائحه مع الجالية المسلمة أمر مهم في وقت وجود النمط السلبي عن المسلمين. ومن أبرز مظاهر التعاطف حديث رئيسة وزراء نيوزيلندا «جاسيندا آردرين» بإيجابية عن الإسلام والمسلمين ليسلط الضوء وبقوة على أن هناك تعاطفا وحسن نية تجاه مسلمين بعضهم ترك بلاده طلبا للأمن والعيش الأفضل رغم اختلاف ظروف كل فرد من المهاجرين. وكل ذلك جميل، ولكن من الواضح الآن أن الكرة في ملعب المجتمع الإسلامي في نيوزيلندا وأستراليا بصورة خاصة وفي الغرب بصورة عامة. بل إن التعاطف وصل لدرجة أن نشر مقاطع الهجوم الإرهابي في نيوزيلندا يعتبر جريمة ورفضت رئيسة وزراء نيوزيلندا ذكر اسم الإرهابي. وبهذا النوع من التعاطف العميق فهذه فرصة للجاليات المسلمة للقيام بالدور المطلوب منهم حيال الانصهار في المجتمعات الغربية، دون المساس بالعقيدة وكذلك تواصلهم مع شرائح المجتمع الغربي من الديانات الأخرى بصورة تعكس سماحة تعاليم الإسلام. وفي سياق الحديث المتداول عن دولة نيوزيلندا، هناك نقطة جانبية أود ذكرها فيما يخص العلاقة السعودية - النيوزيلندية. فالعلاقة بدأت من خلال التعليم والاستفادة من التطور في مجالات العلوم وخاصة الطب بنيوزيلندا. فهناك كثير من خريجي كليات الطب السعودية تم ابتعاثهم إلى نيوزيلندا لزيادة التحصيل العلمي في مجالات طبية عديدة منذ حوالي 40 عاما. وفي العام 1968م كان هناك مدرس لغة إنجليزية من نيوزيلندا عاش وسط المجتمع الأحسائي اسمه «كينيث» في مدرسة الهفوف النموذجية (متوسطة الأندلس حاليا).