أبرزت صحيفة «أيريش تايمز» الأيرلندية غياب الجهود الإقليمية الساعية لحل الأزمة السياسية في فنزويلا، رغم تنوع الجهود الدولية والدبلوماسية المختلفة في هذا الصدد. وقالت الصحيفة في تقرير على موقعها، منشور السبت الماضي: «فيما تواجه أمريكا الجنوبية أكبر تحد دبلوماسي لها منذ عقود، فإن المنظمة الدولية الرئيسية الخاصة بالقارة تحتضر». وأضافت: «عند ما تم إنشاء اتحاد دول أمريكا الجنوبية (يوناسور) في عام 2008، لم يكن يفتقر للطموح». » هيئة قارية وأشارت الصحيفة الإيرلندية إلى أن «يوناسور» كانت أول هيئة قارية حقيقية في أمريكا الجنوبية تم إنشاؤها بهدف تعميق التكامل، لتبدو على غرار الاتحاد الأوروبي، وكان الحديث عن جوازات سفر مشتركة وعملات موحدة، بل وحتى برلمان إقليمي. ونوهت بأن «يوناسور» حققت بعض النجاحات المذهلة مثل الوساطة في نزاع عام 2008 بين كولومبيا والإكوادور بعد أن قصفت الأولى قاعدة لعصابات كولومبية على أراضي الأخيرة. » تفكك المنظمة وأضافت «أيريش تايمز»: «لكن منذ عام 2017، والمنظمة مستهلكة في النزاعات الداخلية التي أثارت هجرة معظم الأعضاء، وكان رمز تفكك المنظمة قرارا اتخذه الرئيس الإكوادوري لينين مورينو هذا الشهر بانسحاب بلاده من المنظمة، كما طالبها بتسليم مقرها الحديث في العاصمة الإكوادورية كيتو». ومضى تقرير الصحيفة الأيرلندية يقول: «كان تفكك يوناسور يعني بالضرورة ظهور قوى خارجية مثل الاتحاد الأوروبي وكندا وروسيا كلاعبين دبلوماسيين رئيسيين في الدراما الفنزويلية». ولفت التقرير إلى أن تفكك المنظمة الإقليمية دفع الولاياتالمتحدة، التي تراجع نفوذها في المنطقة مع بداية الألفية، بالتدخل العسكري ضد كاراكاس، بل واستدعاء مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون لمبدأ مونرو المثير للجدل، والذي يُنظر إليه على أنه مبرر للهيمنة الأمريكية في أمريكا اللاتينية، للدفاع عن نهج واشنطن في الأزمة.