«هل نحن سعداء؟ هل نشعر بالسعادة؟ وإن لم يكن، فكيف نكون سعداء؟ وما الذي يجعلنا سعداء؟ السعادة منظور نسبي يختلف من شخص لآخر ومن منظومة لأخرى، قد تكون أنت سعيدا لإنجاز مشروعك الشخصي بينما الآخر يجد سعادته في تناول مشروب مثلا» مع ازدياد الضغوط اليومية والتي بإمكانها أن تُفرّغ حياتك من الإحساس بالإشباع والرضا بسهولة، فإن هناك عددا من الإستراتيجيات التي يُمكنها أن تُساعدك في إخراجك من هذه الحفرة، فالمجال العلمي الذي يسمى ب«علم النفس الإيجابي» ومنذ ظهوره من عشرين عامًا، أتاح تقنيات لا حصر لها لتحسين مزاجك، حيث انتشرت من خلاله موجة ربما هي ليست بالجديدة على العالم ولكن يمكن منحها المزيد من الانتباه ألا وهي «صناعة السعادة»، المفهوم الذي انطلق في العديد من العلوم المختلفة والصناعات والتسويق والترفيه وحتى على مستوى الدول، فلم يعد البحث عن السعادة محصورا على الأفراد فقط، بل أصبح يمثل في العديد من المجتمعات المتقدمة والشركات العملاقة رؤية وخط سير. » أين نجد السعادة؟ هذا السؤال هو لسان حالنا جميعا كبارا كنا أم صغارا، فالكل يبحث عن السعادة، والغريب أنها قريبة جدا منا لكننا ربما نجهل معناها الحقيقي، فقد نجد السعادة في أفكار بسيطة جدا نعيشها تقريبا بشكل يومي ونتجاهلها في زحام الحياة عمدا أو جهلا، أو في القدرة على العفو والتسامح لمن أساء إلينا أو أخطأ في حقنا، وأحيانا في العودة إلى عادات الطفولة كأن تعمل شيئا كنت تحبه عندما كنت طفلا، كما توجد السعادة بقراءة كتاب تحبه، وربما تكمن سعادتنا في تقديم هدية لشخص عزيز عليك، فقضاء الوقت في التفكير فيها واختيارها وشرائها بل وكيفية تقديمها أيضا يجعلنا نعيش السعادة وإن كانت لحظات. » الابتسامة سر السعادة علم نفسك أن تكثر من الابتسامة، بل وتدرب عليها فإن نفسيتك ستتأثر بها، ولا تتوقع أن السعادة ستدخل عليك من الباب وأنت جالس، وإنما تسعى إليك عندما تبادر بالتحرك نحوها، ويمكن لعادة يومية بسيطة مدتها 10 دقائق أن تزيد سعادتك، لذا عود نفسك على ما يجلب لك السعادة وخصص له وقتا مهما كانت ظروفك، حتما ستعتاد ذلك كما اعتدت أشياء أخرى. » السعادة قرار حين تبدأ ديناميكية السعادة داخلك بالدوران، ستدرك الاختلاف في مستوى وعيك وحياتك وحتى ظروفك ستتبدل للأفضل، فالسعادة قرار تتخذه أنت ولا يملك أحد أن يبيعك إياها، ومتى ما قررت أن تكون سعيدا فستكون سعيدا، وعندها ستنقل السعادة لغيرك، إن تبنيك لسعادتك لن يبقي تلك القائمة التي كتبتها لأحلامك في ورقة هشة، بل ستبدأ بالتحقق لتكتسب الثراء والشهرة وكل ما ترغب به، فالسعادة لها تأثير السحر في دفع يومك للأفضل من خلالك أنت. » صناعة السعادة للسعادة تأثير كبير على الصحتين النفسية والعقلية وتخفيض مستوى الانفعالات والتوتر، وابتعادك عنها يجعلك حبيس الخوف والحزن والغضب والاستياء دون وعي منك، والاستمرار بذلك من شأنه أن يسبب لعقلك الانكماش ويدفع جسدك لأخذ وضعية كونك «أنت في خطر»، كما لو كنت مطاردا من أسد، ولا يعني ذلك انفصالك عن تلك المشاعر وأن تحيا حالة إنكار، بل أن تعيشها لفترة ليست بالطويلة وتفرغها بالاعتراف لنفسك أو بالبكاء أو باستشارة متخصص وبعدها تطلقها بسلام، لتعود لحالة التوازن فلا تسمح لها بالسيطرة عليك.