شنت صحف العالم هجوما حادا على وسائط الإعلام الاجتماعي والسياسيين اليمينيين الشعبويين، معتبرة أن الطرفين مثلا «السلاح» و«قوة الدعم» للعديد من المتطرفين. وأوضحت الصحف أن هذين الطرفين ساهما بشكل غير مباشر في الجريمة الإرهابية التي تعرض لها مسجدان بنيوزيلندا، الجمعة. وقالت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية: إن العمل المروع الذي استهدف قتل المصلين في «كريست تشيرش»، استهدف بالأساس نشره عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولفتت الصحيفة إلى أنه برغم حذف هذه المواقع للفيديو الخاص بالحادث، إلا أن ذلك يسلط الضوء على واجب مواقع التواصل في التعامل مع الدلائل التحذيرية لأشخاص يخططون لمثل تلك الحوادث. وأضافت الصحيفة: «لا يمكن لأحد إيقاف التغيير التكنولوجي في وسائل الاتصالات، ولكن هذا يتعين أن تواكبه مسؤولية أخلاقية، وإلا فإنه يجب سن قوانين لتطبيقها». وأشارت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية إلى أن المتطرفين يستمدون القوة من السياسيين الشعبويين في الديمقراطيات الغربية، الذين غيروا الحدود المقبولة في السياسة. ولفتت الصحيفة إلى أن القوميين الراديكاليين حولوا وسائل الإعلام إلى أسلحة. وتابعت: «لم يعد يمكننا أن نقلل من شأن أيديولوجيتهم التفجيرية أو العوامل، التي تقف وراء انتشارها». بدورها قالت صحيفة «جارديان» البريطانية في مقال ل «جيسون بروك»: إن إرهاب اليمين المتطرف تصاعد في العقد الأخير من القرن العشرين، معتبرة إياه أكثر خطورة من التطرف الإسلامي. وأضاف الكاتب: «في بحث أجرته رابطة مناهضة التشهير، أمكن الربط خلال العقد الماضي بين 73.3% من كل أعمال القتل المرتبطة بالتطرف في الولاياتالمتحدة وبين المتطرفين اليمينيين المحليين، بينما تم الربط بين 23.4% فقط من هذه الأعمال بالمتطرفين الإسلاميين». وفي الصحيفة ذاتها، أوردت«إيل هانت» أن الهجمات التي تعرض لها مسجدان بنيوزيلندا، كشفت أن هذا البلد لم يعد بعيدا عن تأثير أصوات الكراهية في العالم. أما صحيفة «التايمز»، فأكدت أن الجريمة التي وقعت في نيوزيلندا ليست إلا ثمرة من ثمار التعصب، ومثال على ثقافة كراهية الأجانب، التي تتنامى من خلال وسائل الدعاية الرقمية. واعتبرت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية أن وسائل الإعلام الاجتماعي هي المتهم الأول في الحادث الإرهابي، الذي وقع بنيوزيلندا، مشيرة إلى أن الهجوم كان يستهدف بالأساس البث عبرها. وفي السياق، اعتبرت صحيفة «ذي هيل» الأمريكية، أن الحادث الإرهابي، يثير المخاوف بين المسلمين الأمريكيين. ونوهت الصحيفة بأن مسؤولي إنفاذ القانون في مجموعة من المدن الأمريكية عززوا الأمن بالمساجد الإقليمية والمراكز الإسلامية الأخرى، على خلفية حادث مسجدي نيوزيلندا.