تحققت أخيرا أمنية كانت تشغل أحد أهم رواد تنمية المرأة في المنطقة الشرقية والمملكة، وذلك من خلال المبادرة الحلم التي أطلقتها الأستاذة هناء زهير تحت مظلة صندوق الأمير سلطان لتنمية المرأة، الذي تشغل فيه منصب نائب الرئيس التنفيذي وتحاول من خلاله فتح آفاق جديدة للمرأة من خلال التمكين والمواكبة لرؤية 2030، التي حظيت فيها المرأة بالعديد من الامتيازات والاهتمام الذي انعكس على واقع المرأة السعودية الاجتماعي والاقتصادي، مما يساهم في دفع عجلة التنمية وتعزيز مكانتها محليا ودوليا. إن المبادرة التي أُطلق عليها «قافلة المرأة» ما هي إلا نِتاج عمل منظم يتبعه العديد من الخطط والبرامج التي تصب في قيادة العمل التنموي النسوي، من خلال تسليط الضوء على مواطن الإبداع لديها ونسف منابر الشك في قدراتها التي تنتظر الفرصة المناسبة، وهاهي القافلة تشق الطريق إلى استخراج تلك القدرات الكامنة بداخلها لترى النور فتنهض بذاتها وينهض بها الوطن، وشارك في هذه المبادرة العديد من لآلئ المنطقة الشرقية ومناراتها اللاتي نفخر بهن جميعا، فلم يبخلن بطرح تجاربهن الملهمة في سبيل تحفيز نساء الوطن والتأكيد على أن المرأة السعودية منجزة ومُمكنة منذ سنوات عديدة وليست حديثة عهد بالتميز في شتى المجالات، وقادرة على التحليق في آفاق جديدة تتناسب مع مجتمعها دون أن تخرج عن عُرفه وتقاليده. نتطلع لأن تكون هذه المبادرة حدثا سنويا ثابتا كغيرها من الأحداث التي ينتظرها الكثير من سنة لأخرى مثل سوق عكاظ أو الجنادرية، فالمرأة رمز مؤثر ونصف لهذا المجتمع مُنتج لنصفه الآخر، ولا أعتقد بأن القافلة ستكتفي بأن تجوب مدن المملكة لتنهل من عطاء نساء الوطن وتسقي بذور أخريات، بل سيكون لها خط سير آخر ينقل مناراته بين دول الخليج والعالم العربي فلم لا؟!، كما أرى أن استحداث مجلة دورية تكون كل 6 أشهر أو سنة على أبعد تقدير خطوة جبارة تصب في توثيق تلك الإنجازات التي تقوم بها المرأة وتسهم في الارتقاء بمستواها الثقافي والاقتصادي والصحي بالشكل الذي يتوافق مع ما تتطلع له القيادة الرشيدة، ويجعلنا نحن الكُتاب نساهم ولو بالقليل في أن نكون ضمن من جعل من نفسه «بنزين» تلك القافلة. لا ضير في أن نتشارك في التطوير الذي سيعود بالنفع على المجتمع قبل الفرد، وعلى الوطن الذي نسعى جاهدين لرفعته وجعله في المقدمة دوما، والشكر لكل من شارك في هذه المبادرة من راعين ومنظمين ومتطوعين، ولا أنسى شكر «الرجل» الشريك الدائم للمرأة واليد المساندة لها، والذي لم يبخل في أن يساهم في جعل أمه وأخته وزوجته وابنته نساء متميزات يفخر بهن أمام العالم كما يفخر الوطن.