بعد إقرار دوري المحترفين في المملكة وتحول اللاعبين من هواة إلى محترفين؛ وذلك لرفع مستوى الدوري السعودي من خلال احتراف اللاعب والاستفادة من اللاعبين الأجانب المميزين. ولكن للأسف نجد بعض السماسرة يكون همهم الوحيد الكسب المادي على حساب المنتج الذي يقدمه للأندية، ويستغل ذلك بضعف خبرة إدارات الأندية أو العلاقات الوثيقة بينه وبين أعضاء مجلس الإدارة. المتتبع لحال الأندية مع لاعبيها الأجانب يصاب بالذهول.. وهو يشاهد أغلب الاختيارات لم ترتق للطموح.. فالفشل الذريع كان ملازما لأغلب الإدارات في هذا الملف.. وكان النجاح للسماسرة الذين استطاعوا تصريف مقالبهم على أنديتنا بكل جدارة للأسف، واعتبرها في رأيي الشخصي خيانة الأمانة من إدارات الأندية أولا ومن السماسرة ثانية، وأصبحت وظيفة السمسار في الأندية مجدية جدا للربح الكبير مقابل عمل بسيط. في هذا العام تم ضخ ملايين الدولارات على اللاعبين الأجانب والمدربين والذي كان الإسهام الأكبر فيها من الهيئة العامة للرياضة والاتحاد السعودي وفق معايير دقيقة؛ لرفع الدوري السعودي وجعله من ضمن أفضل عشرة دوريات في العالم، وهذا ما تحقق ولكن (تسويقيا)، وابتعد فنيا لضعف وفشل الكثير من اللاعبين والمدربين. ولو أردنا الاسترسال بضرب الأمثال لملأنا سطور هذا المقال بما يفضح الحال.. فالسماسرة لعبوا على الحبل بمهارة.. وجرعوا المقالب لأكثر من إدارة.. ومارسوا الضحك على الذقون على أكثر من جمهور.. لتعود للأسف أنديتنا لذات الدوامة بالبحث عن أجانب من جديد.. والأدهى من ذلك الهدر المالي الكبير الذي تكبدته الأندية جراء افتقادها لمن يحسن الاختيار. لك أن تتخيل أن هذا الموسم تم تغيير 15 مدربا وجلب أكثر 140 لاعبا أجنبيا لم ينجح منهم سوى 20%، من المسؤول عن ذلك، وكيف تتم محاسبته؟ وكما أسلفت سابقا بأن اختيار اللاعبين الأجانب ليس بتلك الصعوبة التي يتخيلها البعض وخاصة الأندية التي تمتلك الأموال. يتم الاختيار وفق معايير معينة وعلى سبيل المثال تتم مشاهدة (آخر) 10 مباريات شارك فيها اللاعب من قبل لجنة مختصة بذلك من مدربين، والكشف الطبي الدقيق على اللاعب (ورأينا الحارس البرازيلي الداهية مارسيلو) والذي تم التوقيع معه في مؤتمر صحفي واكتشف بعدها أن لديه إصابة. أمنياتنا نرى أقوى دوري عربي وأن يصل للعالمية من خلال لاعبين مميزين وتكون بصماتهم واضحة، وليس كما نشاهد الآن لاعبين منتهي الصلاحية، ومن لفظتهم أندية أوروبا. المكانة التي تتحلى بها رياضتنا والتي أسسها المغفور له -بإذن الله- الأمير فيصل بن فهد تستحق عملا أفضل من إدارات الأندية أولا ومتابعة ومحاسبة من الاتحاد السعودي لكرة القدم والهيئة العامة للرياضة. الأندية أمانة.