تعتبر الجلطة القلبية الحادة من أكثر الأسباب المؤدية إلى ارتفاع نسبة الوفيات في العالم، وتعرف الجلطة القلبية بالحالة المرضية الناتجة عن نقص حاد في جريان الدم المملوء بالأوكسجين وانقطاع وصوله إلى منطقة أو أكثر من عضلة القلب عبر الشرايين التاجية مما يؤدي إلى تليف تلك العضلة وما يليه من ضعف في عمل القلب، ويحدث هذا عادة نتيجة ضيق حاد في أحد الشرايين التاجية، ويشكو المريض المصاب بالجلطة عادة من ألم شديد في وسط الصدر أو الجانب الأيسر منه وقد يمتد الألم إلى الحلق أو الفك أو إلى الكتف الأيسر أو الساعد أو إلى الظهر ما بين الكتفين، وقد يكون الألم مصوبا بحرارة أو حرقان بالصدر مع شعور بالاختناق أو ضيق بالتنفس وتعرق بارد بالجبهة، وقد يشكو المريض من غثيان بالمعدة وضعف عام بالجسم. ما الأسباب التي تزيد من احتمال الإصابة بالجلطة القلبية؟ هناك عدة أسباب من أهمها العمر والجنس، فكلما تقدم العمر ازداد احتمال الإصابة بأمراض الشرايين التاجية. وإن معدل الإصابة عند الرجال أكبر بكثير من معدل الإصابة عند النساء وخاصة قبل سني الطمث، كما أظهرت أبحاث عديدة أن ارتفاع نسبة الدهون وخاصة الكوليسترول بالدم له علاقة قوية بتصلب الشرايين التاجية وحدوث الجلطة القلبية، وتعتبر الإصابة بمرض البول السكري وارتفاع الضغط الشرياني والتدخين من الأسباب الهامة للإصابة بأمراض الشرايين التاجية، كما أن العامل النفسي وقلة ممارسة الرياضة البدنية وتاريخ العائلة المرضي (العامل الوراثي) كلها تلعب دورا هاما للإصابة بأمراض الشرايين عامة والجلطة القلبية خاصة. ما هي طرق العلاج؟ حدث تقدم هائل في السنوات الأخيرة في علاج الجلطة القلبية وهو متوفر في كثير من المستشفيات الخاصة والعامة، وفي حالة إصابة المريض بأعراض الجلطة القلبية يجب تحويله فورا إلى أحد المستشفيات المتخصصة لعمل قسطرة قلبية فورية خلال الساعة الأولى من حدوث الجلطة إن أمكن للمحافظة على عضلة القلب، حيث يتم فتح الشريان أو الشرايين المسدودة باستعمال بالون خاص ثم يتم وضع دعامة طبية خاصة وبعدها يتم علاج الأمراض المصاحبة أو المتسببة مثل مرض البول السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع الكوليسترول والدهون الثلاثية وإيقاف التدخين نهائيا، وفي حالات قليلة ونتيجة إصابة عدة شرايين وخاصة عند مرضى البول السكري يحول المريض لعمل عملية القلب المفتوح ولعمل تحويلة للشرايين التاجية، وهي الآن عملية ناجحة جدا وقد تزيد نسبة النجاح فيها عن 95%