رعى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، مساء أمس، حفل تخريج الدفعة ال40 من طلبة جامعة الملك فيصل في محافظة الأحساء، بحضور صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء، وعدد كبير من المسؤولين بالمحافظة ومنسوبي الجامعة، وذلك بالاستاد الرياضي بالمدينة الجامعية بالهفوف. » مسيرة الخريجين وبدأ الحفل بالمسيرة الأكاديمية للطلاب يتقدمهم مدير الجامعة د. محمد بن عبدالعزيز العوهلي، ووكلاء وعمداء الكليات بالجامعة. ثم بدأ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم ألقى أحد الخريجين كلمة نيابة عن زملائه، شكر فيها أساتذة الجامعة على ما قدموا لهم وما نهلوا من علم خلال فترة دراستهم فيها، وقال: «خلف كل إنجاز عظيم، فصولٌ من التعب والجهد والسهر، غرسنا أحلامَنا في دروب العلم وسقيناها بالصبر والأمل، شكرا من قلوبنا وقلوب أهلينا على تتويج حفلنا برعايتكم الكريمة لهذا الحفل، وشكرا للمتابعة المستمرة التي نحظى بها من سموكم الكريم، ومن سمو نائب أمير المنطقة الشرقية وسمو محافظ الأحساء لمسيرة تعليمنا، ونعدكم ونعد الوطن الغالي بأن ننطلق على بركة الله في دروب العلم والعمل، مسلحين بانتمائنا لديننا ووطننا، وولائنا لقيادتنا الرشيدة - أعزها الله- متوكلين على ربنا، عازمين على رد الجميل، مكللين بعون الله تعالى بالتوفيق والسداد». عقب ذلك، أعلنت النتائج العامة، ثم أدى طلاب كليات الطب بالجامعة قسم التخرج. بعدها شاهد الحضور فيلماً وثائقياً يحكي مسيرة الجامعة منذ تأسيسها، ومسيرة خريجي طلاب الدفعة الأربعين. » سعادة بالتخرج وفي كلمته بالحفل، أعرب مدير الجامعة د. محمد العوهلي الذي تقدم مسيرة الطلاب خلال الحفل، عن سعادته بتخريج جيلها الأربعين، عبر رحلة عطاء أربعة عقود ونصف مورقة بتوفيق من الله تعالى وحده، ثم برعاية دولة راشدة تأسست على منهاج أشرف وأطهر شريعة عرفتها الإنسانية، تلك الدولة - أعزها الله - التي غرست منذ انبثاق فجرها المجيد بذور التعليم في كل حنايا الوطن الخصبة، لتجود بأنفس الثمرات، وأغلى المنجزات، أجيال مؤهلة، وسواعد بانية، صنعت حاضر الوطن.. وستصنع مستقبله الواعد. وأضاف: «اليوم تُقلّب جامعةُ الملك فيصل كتاب مسيرتها الحافل، وكلها اعتزاز وفخر بتخريج أربعين جيلا من أبنائها وبناتها، تعهدت سنواتهم التي قضوها في واحاتها العلميّة والبحثية بالرعاية والاهتمام، فصنعت منهم قيادات فكر وثقافة وتنمية، حتى تبوّأ كثير منهم اليوم مواقع إدارية وعلمية وبحثية وخدمية بارزة في كل مؤسسات الوطن وقطاعاته». وأبان أن جامعة الملك فيصل والوطن الغالي على موعد يتجدد كلّ عام تقدم فيه باعتزاز حصادها المتميز خريجين وخريجات في تخصصات نوعية متعددة، تهيّأت لهم كلّ أسباب الارتقاء في دروب العلم والمعرفة، وأصبحوا على قدر الأمل والحلم والطموح الذي ينشده الوطن في عزيمتهم. ونوه بتركيز الجامعة في إعداد خطتها المنهجية والشمولية للتغيير والتطوير في كل مجالاتها، استجابة لتوجهات رؤية الوطن 2030، وتعزيزا لتميز خريجيها في سوق العمل معرفيًّا، ومهاريًّا، ومهنيًّا، وكان لابد للجامعة حينئذ أن تحدد بوصلة أهدافها؛ ليكون تركيزها في الاتجاه الأمثل والأجدى، وترسم طريقها المستقبلي في ضوء هوية تنموية تتبنى مجموعة من الاتجاهات الإستراتيجية، لبناء منظومةٍ متكاملة تتجه وفق تخطيط إستراتيجي شمولي مستمد من خطط التحول الوطني نحو تحقيق الاستدامة، والإسهام في الأمن الغذائي، للوصول إلى مستهدف رؤية 2030. » مشاركة أبوية إثر ذلك، ألقى راعي الحفل صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز كلمة، أعرب فيها عن سعادته وفرحته بتخريج طلاب جامعة الملك فيصل، ومشاركته أولياء الأمور والطلاب في ذلك، منوها باجتياز الطلاب مرحلة هامة في حياتهم الدراسية، محققين فيها آمالهم، وتطلعات أولياء أمورهم، مؤكدا على فضل العلم، وأن هذه الثمار أتت بعد جهود وليال طويلة، وأن هذه الكوكبة من الخريجين ما هي إلا ثمار جهود الدولة وبذلها السخي - أيدها الله - في سبيل تنمية الإنسان السعودي وتطوير قدراته، وإعداد الكوادر الوطنية المؤهلة لدفع عجلة التنمية بسواعد وطنية يقع على عاتقها مسؤولية العمل الوطني بوعي وإدراك نحو مسيرتها لتحقيق رؤية المملكة 2030. » نعم كثيرة وقال سموه: «إننا ولله الحمد نسعد بنعم لا يضاهيها، ولا يماثلها نعم في كل بلاد الدنيا، وهي بذلك تستحق منا الشكر والدعاء آناء الليل وأطراف النهار، وتحتم علينا العمل الجاد والمخلص في كل ما يوكل إلينا، وتأكيد ولائنا المخلص لهذه البلاد، ولولاة أمرنا؛ فقد قيض الله لنا قيادة حكيمة رشيدة في تاريخ هذه المملكة منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، ومسيرة الخير والنماء تسير على هدي من الله، وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ فلقد تميزت نهضتنا المباركة بمبادرات خيرة انعكست بإيجابية على الوطن وعلى تنمية وتحسين أوضاع المواطنين، ليأتي ذلك منسجماً مع مسيرة التواصل التنموي وإحداث التغيير المستهدف، وتنمية مقومات الاقتصاد، وتنويع مصادر الدخل، وتنفيذ منجزات عملاقة تتحدث عن نفسها، وهي لاشك معطيات خالدة في تاريخ تطور المملكة، راسخة في بعدها الحضاري والتطويري، تستشرف دورها الإقليمي والدولي في كل القضايا الإقليمية والدولية». » حراك موسع وأضاف سموه قائلا: «كما يطيب لي الليلة أن أكون بينكم، في هذه الجامعة العريقة جامعة الملك فيصل التي تحتفل بجيلها الأربعين من خريجيها بعد خمسة وأربعين عامًا من العطاء المعرفي، حيث كان لكل أجيالها المباركة، وبفضل من الله تعالى دور وحضور كبير، وبصمات ناصعة في تنمية الوطن، وفي كل المجالات». وثمن سموه لجامعة الملك فيصل ما تشهده من حراك على كل الأصعدة العلمية والثقافية والمجتمعية، وما تقوم به من مبادرات نوعية، تسهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وما وضعته من خطط منهجية شاملة لتطوير هويتها البحثية لتعظيم أثرها على المستويات الأكاديمية والبحثية والشراكة المجتمعية. سائلا سموه، المولى العلي القدير أن يحفظ لنا ديننا، وأمننا، وبلادنا في ظل قائد هذه المسيرة المباركة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله. » تهنئة بالفرح وقال سموه: أبنائي الخريجين، هذه ليلتكم، وهذا عرسكم، قد عملتم ووجدتم، وزرعتم وحصدتم، فهنيئا لكم ما زرعتم وهنيئاً لكم ما حصدتم، والوطن بانتظاركم في كل مجال ومكان، فعلى بركة الله سيروا.. ووجه سموه بهذه المناسبة شكره وعرفانه إلى كل أم سهرت وربت وأرضعت الولاء والانتماء والحب للوطن لأبنائها، وضحت بالغالي والنفيس في شبابها إلى هذا الابن من حنانها وعطفها ورعايتها.. ولكن أيتها الأمهات جزيل الشكر وعظيم الامتنان على ما قدمتمنه إلى أبنائكن.. وإلى الآباء الكرام أبارك لكم أبناءكم وما حصلوا عليه من درجات يحق لكم أن تفخروا بها... فهؤلاء هم رجال الغد، وهم من يعول عليهم بعد الله. شاكرا الله على ما منّ علينا من نعم كثيرة. وفي ختام كلمته، كرر سموه تهنئته للطلاب الخريجين، مقدما شكره لمدير الجامعة، وإلى كل من ساهم في الإعداد والتنظيم لهذه المناسبة، متمنياً للجميع التوفيق. وفي ختام الحفل، تسلم سمو أمير الشرقية درعا تذكارية بهذه المناسبة، كما تسلم محافظ الأحساء درعا تذكارية مماثلة.