قالت إيران أمس الثلاثاء: إن وزير خارجيتها، محمد جواد ظريف، أراد الاستقالة الشهر الماضي لأنه لم يكن على علم بالزيارة المفاجئة التي قام بها رئيس النظام السوري، بشار الأسد، إلى طهران. » تبرير ضعيف ورفض رئيس النظام حسن روحاني استقالة ظريف، وأعرب عن دعمه الكامل للدبلوماسي، الذي تفاوض على الاتفاق النووي عام 2015. وعاد ظريف لوظيفته في وقت لاحق. وبرر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، الثلاثاء، أسباب استقالة ظريف بأنها بسبب عدم التنسيق مع وزارة الخارجية. ويرى مراقبون أن المسألة ليست تنسيقا لكنها تعبر عن طبيعة العلاقة مع نظام الأسد وما يجري في سوريا، فملف الأسد موكل إلى قائد فيلق القدس، قاسم سليماني بأمر خامنئي، باعتباره ملفا عسكريا أمنيا، وهذا ما ينسحب على العلاقة مع العراق أيضا، ولا دور بالمقابل لوزارة الخارجية وموظفها ظريف، وخامنئي استقبل الأسد بحضور سليماني، كما أن الإعلان عن زيارة ظريف إلى دمشق قريبا ما هو سوى محاولة لإعادة الاعتبار لوزارة الخارجية. »خلافات داخلية بدوره، اعتبر أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام د.عبد الله العساف، في تصريح ل«اليوم» أن استقالة ظريف جاءت لرغبته بأن يقدم نفسه للعالم وللشعب الإيراني بأنه منقذ السفينة الإيرانية، والرجل الذي يمكن التحاور والتفاهم معه وفق معطيات القانون الدولي. وأضاف: إن استقالة ظريف جاءت نتيجة تراكمات كثيرة جداً، أبرزها أن إيران اليوم تمر بمرحلة ما يسمى بالقفز من المراكب، فظريف يحاول أن يقفز من المركب الإيراني الذي أوشك على الغرق، نتيجة للتداعيات والمتغيرات الدولية تجاه إيران، ونتيجة للأوضاع السيئة الداخلية. وأشار العساف إلى أن ظريف الرجل السياسي المحنك من الطراز الأول، أدرك أن أمر النظام بدأ بالتناقص، وأن العد التنازلي بدأ لرحيل هذا النظام، وهذا ما جعله يقدم على هذه الخطوة.