تزخر منطقة تبوك بالعديد من الأماكن الأثرية والسياحية، وتعد السفينة الغارقة بمحافظة حقل من أبرز المعالم الأثرية الجاذبة للسياح في المنطقة، والتي أصبحت مقصدا للمتنزهين، والذين أطلقوا عليها تسمية (تايتنك حقل) أو (تايتنك السعودية)؛ لما تمتاز به من أصالة وتاريخ ممتد وعريق. » تاريخ السفينة يذكر أن السفينة يونانية الأصل، تم بناؤها بعام 1949م بإنجلترا، بدأت مسيرتها كناقلة شحن وتنقلت عبر العديد من المُلاك، وصولا لرجلي أعمال من المنطقة (عمر وعامر السنوسي)، واللذين اشترياها في عام 1978 بعد جنوحها على الساحل في المملكة عند موقع بئر الماشي، والذي يبعد حوالي 55 كم عن مدينة حقل. » أسباب مجهولة عندما جنحت السفينة على الشعاب المرجانية في الساحل السعودي، لأسباب غير معروفة، بعد أن عبرت مياه الخليج وهي مُحملة بالطحين في طريقها لميناء العقبة الأردني، أُصيبت بفجوة أسفل مقدمة الباخرة، متسببة بدخول الماء إلى العنبر الأمامي الذي زاد من ثقلها لتستقر هناك دون حراك. » اشتعال السفينة وذكر المرشد السياحي ظاهر الوابصي أنه بعد معاينة شركة التأمين للأضرار وجدوا أن تكلفة الإصلاح أعلى كلفة من بوليصة التأمين وقرروا عندها تركها وعرضها للبيع، فاشتراها رجل الأعمال السعودي عامر السنوسي الذي قام بالاتصال على التجار الأردنيين لاستلام بضائعهم من الطحين فأخذوا الصالح منه وتركوا ما أتلفته المياه، وقام السنوسي بعرضها للبيع فأتى لها تجار أردنيون لفحصها ومعاينتها وعند محاولة تشغيل المحرك اشتعلت بها النيران من أسفلها لأعلاها ولم يستطيعوا إطفاءها، وبقيت السفينة بعد الاحتراق في مكانها وعندما تحركها الأمواج تقوم بالنزول قليلا، حتى استقرت بشكل نهائي على وضعها الحالي. » منظر مهيب وأضاف الوابصي قائلا: «إن للسفينة الغارقة (جورجيوس جي) منظرا مهيبا، تخفي قصصها الإنسانية تحت مياه البحر، وتدعو الباحثين والمغامرين لاستكشاف ما جرى بداخل قمراتها المغمورة أو للبحث عما تبقى من أمتعة البحارة على متنها». » وجهة سياحية وبعد رحلته الأخيرة للمنطقة أشار المرشد السياحي أحمد الجعيد إلى أنه لاحظ أن المنطقة تمتاز بجمالها وروعتها، إضافة إلى وجود الشواطئ والمعالم المميزة فيها، والتي تساهم بتطويرها، لتصبح وجهة سياحية مشهورة. وعن وجود السفينة في المنطقة بين أنها تعد أحد المعالم الهامة والتي يقوم الزوار وقاصدو الاستمتاع بمنظر البحر بزيارتها، متمنيا أن يتم تطوير الموقع للاستفادة منه بطريقة أجمل لخدمة السياحة في المملكة. » جسر بسيط ويشير بعض المرشدين السياحين لأهمية استغلال موقع السفينة كمعلم سياحي، من خلال إنشاء جسر بسيط يربط بينها وبين اليابسة حتى يتسنى الاقتراب منها، ومشاهدتها عن قرب للزائرين والسياح، إذ أصبحت من أهم المعالم لتلك المنطقة ويرتاد هذه المنطقة سياح من شتى أنحاء المدن لجمال طبيعة الشاطئ.