قال موقع «إيران نيوز واير»: إن الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها الإيرانيون دفعت كثيرين لبيع أعضائهم، ونشر الموقع فيديو لشارع «فرهنك حسيني»، القريب من مستشفى فيروز كوه وسط العاصمة طهران، وهو مكتظ باللوحات الإعلانية المكتوبة بخط اليد على جدران المباني، التي تتضمن عرضا لبيع أنواع مختلفة من أعضاء الجسم، مثل الكلية أو الكبد وغيرهما. وتابع الموقع في تقرير، منشور الأربعاء الماضي: أجرينا مقابلات مع أكثر من 80 متبرعا أو أولئك، الذين كانوا يعتزمون بيع كليتهم داخل إيران، في محاولة للعثور على الحقيقة وراء زيادة مبيعات الكلى. ونوه الموقع بأنه خلص من المقابلات إلى أن أعمار المتبرعين تتراوح بين 17 و40 عاما، وأن أكثر من 60% منهم يحملون شهادات عليا. » شهادات ونخب ونقل التقرير عن «سوروش» البالغ من العمر 30 عاما، قوله: لدي 4 شهادات دولية في إدارة المبيعات، على مدى العامين الماضيين، بلغت الحالة الاقتصادية للبلاد النقطة التي كانت فيها مبيعاتنا في أدنى مستوياتها مقارنة بالسنوات السابقة، لقد اضطررت للحصول على قرض للحفاظ على مصداقيتي، والآن أبيع كليتي. ومضى التقرير يقول: أما مجتبى البالغ من العمر 21 عاما طالب من النخبة ومخترع، فقدم عددا من الاختراعات في مجال أنظمة السلامة، ولكن تم تجاهلها، باع كليته كوسيلة لكسب المال. ونقل التقرير عن مجتبى قوله: لقد أُجبرت على أكل بقايا الخبز المتعفن من الفقر. وتابع التقرير: وهناك جواد البالغ من العمر 25 عاما، الشاب مفتول العضلات وبطل محافظته، أجبر هو أيضا على بيع كليته من الفقر. ومضى التقرير يقول: عندما سئل جميعهم عن سبب بيع كليتهم، قالوا: «إنهم أجبروا على ذلك نتيجة الفقر والبطالة والديون الثقيلة، ولا يمكنهم الزواج أو تكوين عائلة، أو فقدوا عائلاتهم، بسبب مشاكل مالية، وحاول الكثير منهم الانتحار أو التفكير في الأمر». » الديون والشرطة ونقل الموقع عن سينا البالغ من العمر 27 عاما: لدي شهادة في تطوير برمجيات الكمبيوتر، كنت أيضا لاعب كرة سلة، ولم أستطع العثور على عمل، لم أستطع حتى العمل كعامل نظافة، لقد حاولت التمثيل في المسرح وفتحت متجرا خاصا بي، لكن ما الهدف؟ كل هذا قادني لأن تطلب زوجتي الطلاق والآن أنا بلا مأوى، والشرطة تلاحقني لأنني لم أدفع ديوني، ولا بد لي من بيع كليتي. وأضاف سينا: لقد فكرت بالانتحار عدة مرات، وقد أنتحر بسهولة عن طريق حقن الهواء في الوريد. ومضت الصحيفة تقول: «ثمة متبرعون آخرون لديهم عائلات، ولكنهم لا يستطيعون الإنفاق عليهم، وشرح الكثير منهم كيف يضطرون لبيع كليتهم لإعالة أسرهم أو توفير دواء لأطفالهم». إيرانية تبحث عن طعام في صناديق القمامة (متداولة) » شلل الاقتصاد وأضاف الموقع يقول: يمتلك عدد من المتبرعين متاجر في البازار أو في أي مكان آخر، لكنهم فقدوا كل شيء يمكنهم من الحياة نتيجة الجمود، الذي دام سنتين، والذي شل الاقتصاد الإيراني، هم أيضا أجبروا على بيع كلاهم، حيث لم يكن لديهم تأمين ولم يحصلوا على قروض. وأضاف «إيران نيوز واير»: بعض الأشخاص، الذين تحدثنا معهم كانوا مخطوبين لعدة سنوات ولم يتمكنوا من الزواج بسبب مشاكل مالية. لقد باعوا كلاهم للزواج، لكنهم ما زالوا غير قادرين على العيش. ونقل عن الطالبة الجامعية زينب قولها: إنها اضطرت إلى بيع كليتها للمساعدة في دفع ديونها للجامعة. وأشار الموقع إلى أنه بالرغم من أن التبرع بالأعضاء قد يكون عملا مثيرا للإعجاب، إلا أنه في بلد مثل إيران، حيث يوجد أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر، وحيث فقدت العملة الرسمية قيمتها، فإن الفقر المدقع هو السبب الوحيد وراء بيع الإيرانيين لأعضائهم.