أبرزت صحف العالم الاستقالة المفاجئة لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، لافتة إلى أنها ذات تداعيات كبيرة على الاتفاق النووي الذي أبرمته طهران مع القوى الكبرى. » علامة مؤلمة وقالت مجلة «فورين بوليسي»: إن ظريف الذي شغل أدوارا بارزة في دبلوماسية بلاده على مدى أكثر من 25 عاما منذ توليه منصب نائب وزير الخارجية، ثم سفيرا لدى الأممالمتحدة، وأخيرا وزيرا للخارجية، ولعب دورا مركزيا في محاولات إيران الرامية إلى إيجاد تسوية مع الغرب. وأضافت المجلة: «بالنسبة لأولئك الدبلوماسيين الأمريكيين الذين تعاملوا مع ظريف أكثر ويعرفون تاريخه، فإن رحيله الظاهر عن المشهد بمثابة علامة مؤلمة على أنه بعد عام تقريبا من انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ من الاتفاق النووي الإيراني، فإن العلاقات بين الولاياتالمتحدةوإيران على وشك أن تأخذ منعطفا دراماتيكيا نحو الأسوأ». ونقلت المجلة الأمريكية عن «جيمس دوبينز»، وهو دبلوماسي سابق في الولاياتالمتحدة، كان يعمل عن كثب مع ظريف في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، قوله: لقد كان حاسما في إبقاء إيران ضمن خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي الإيراني). » نهاية التزام ومضت «فورين بوليسي» تقول: «يوافق آخرون ممن كانوا متشككين في الاتفاق النووي الإيراني على أن استقالة ظريف قد تشير إلى نهاية التزام طهران بالاتفاق في مواجهة الانسحاب الأمريكي وإعادة فرض العقوبات الأمريكية». واستطردت المجلة الأمريكية: «اقترح خبراء آخرون في المنطقة أن ظريف لم ينجح في نهاية المطاف في التوفيق بين الخلافات الأساسية بين العالم الغربي والنظام الذي ظل غير راغب في العمل داخل النظام الدولي». ونقلت المجلة عن سوزان مالوني، الباحثة في معهد بروكينجز، قولها «ربما كان ظريف ساحرا وفعالا مع الجماهير الغربية، لكنه لم يفعل أي شيء في حياته المهنية يجعله على خلاف مع نظام استبدادي جدا في إيران، كما لم يظهر بأي حال معارضة للسياسات الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة». » حليف مغادر وفي السياق، أشارت وكالة «أسوشييتد برس» الأمريكية إلى أن استقالة ظريف ستترك الرئيس حسن روحاني دون أحد حلفائه الرئيسيين في دفع طهران نحو مزيد من المفاوضات مع الغرب. وزادت: «لا يزال من غير الواضح لماذا اختار ظريف ترك منصبه الآن، وما هو تأثيره على الاتفاق النووي الذي تلتزم به إيران». ونقلت عن حسن محمدي، وهو محلل سياسي مقرب من روحاني، قوله: «الاستقالة جزء من خطة لتغيير المسار في السياسة الخارجية في إيران، لم يعد من المفضل أن يكون وزير الخارجية شخصا يسعى إلى التفاوض، من الآن فصاعدا، إيران بحاجة إلى وزير خارجية صارم، شخص لا يوزع الابتسامات للغرب». ونقل تقرير الوكالة عن «كليف كوبتشان»، رئيس مجموعة يوراسيا والمراقب للشأن الإيراني، قوله: «بينما من السابق لأوانه تحديد ما الذي دفع إلى استقالة ظريف، فإن الأمر لا يشير بالضرورة إلى تحول كبير بعيدا عن الصفقة النووية». » عاصفة المتشددين وعلى صعيد متصل، قالت النسخة الإنجليزية من موقع «دويتشه فيلله» الألماني، في تقرير منشور أمس: «إنستغرام واحدة من الشبكات الاجتماعية القليلة التي لا تزال قانونية في إيران، ومع ذلك، فمن غير المعتاد أن يستقيل مسؤول إيراني كبير على وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يدل ظريف بأي سبب لقيامه بالاستقالة». وأبان التقرير: «رغم أن أسباب الاستقالة لم تتضح على الفور، إلا أن ظريف وروحاني يواجهان عاصفة من الانتقادات من جانب المتشددين الذين عارضوا الاتفاق النووي مع الغرب عام 2015، الآن، يشعر المحافظون بأنهم على صواب في عدم ثقتهم بالولاياتالمتحدة، بسبب الانهيار الجزئي للاتفاق مع الغرب وعودة العقوبات». » ضعف الإصلاحيين وأفاد التقرير أنه «إذا ترك ظريف منصبه، فيمكن أن يشير هذا إلى ضعف الفصائل الإصلاحية ممثلة في ظريف وروحاني، بما لذلك من تداعيات كبيرة فيما يتعلق بالحفاظ على الاتفاق النووي والعلاقات مع الغرب». ونقل عن توسي، قوله: «إن العناصر المتشددة لا تولي قيمة لمسار المشاركة مع أوروبا، وترغب في انتهاج إستراتيجية استباقية ضد الولاياتالمتحدة». وقال توسي: «إذا حقق المتشددون قدرا أكبر من النفوذ، فمن المحتمل أن تتخذ إيران خطوات لتوسيع برنامجها النووي في انتهاك للاتفاق النووي - من أجل تعزيز رقعة المساومة في مقابل المفاوضات المستقبلية المحتملة».