دعا وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الثلاثاء الدبلوماسيين في الخارجية الإيرانية إلى البقاء في مناصبهم ومواصلة عملهم وذلك غداة إعلان استقالته المفاجئة، وكان يرد بحسب الوكالة الإيرانية، على شائعات مفادها أن عددا كبيرا من الدبلوماسيين الإيرانيين يستعد للاستقالة دعما له في حال قبل الرئيس الإيراني حسن روحاني استقالته. وأعلن ظريف، مهندس الاتفاق النووي المبرم مع الدول الكبرى عام 2015، ليل الاثنين الثلاثاء استقالته بشكل مفاجئ وباتت الآن في يد الرئيس الإيراني. وأعرب ظريف الثلاثاء عن أمله في أن تشكل هذه الاستقالة "تنبيهاً لعودة وزارة الخارجية إلى مكانتها القانونية في العلاقات الخارجية". ولم يعط ظريف حتى الآن أي تفسير آخر لاستقالته لكن بحسب الموقع الإلكتروني "انتخاب" فإنها قد تكون مرتبطة بالزيارة المفاجئة التي قام بها الاثنين الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران. وذكرت وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية ايسنا أن ظريف لم يكن حاضرا في اللقاءين اللذين عقدهما الأسد مع المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي والرئيس روحاني. وقالت وكالة "انتخاب" إنها حاولت الاتصال بظريف وتلقت الرسالة التالية "بعد صور لقاءات اليوم (الاثنين)، لم يعد لجواد ظريف أي مصداقية في العالم كوزير للخارجية!". وفي مقابلة مع صحيفة "جمهوري إسلامي" المحافظة نشرت الثلاثاء قال ظريف "كل شيء يذهب سدى حين لا يكون هناك ثقة في الشخص الذي يدير السياسة الخارجية". وأعلن نواب إصلاحيون في مجلس الشورى بينهم مصطفى كواكبيان دعمهم لظريف وحثوا الرئيس الإيراني على عدم قبول استقالته. وقال كواكبيان "بدون شك، الشعب الإيراني والحكومة والدولة لن تستفيد من هذه الاستقالة". وأضاف في تغريدة "أن غالبية النواب تطالب الرئيس بعدم قبول هذه الاستقالة". وأوردت وكالة الأنباء الطلابية أن عريضة دعم لظريف وقعها غالبية نواب مجلس الشورى. وأعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن واشنطن أخذت علما باستقالة ظريف. من جهته عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن ارتياحه لاستقالة وزير الخارجية الإيراني. وكان ظريف كبير المفاوضين الإيرانيين في المباحثات النووية بين بلاده ومجموعة الدول الستّ (الولاياتالمتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا) والتي أثمرت في فيينا في يوليو 2015 اتفاقاً وضع حدّاً لأزمة استمرّت 12 عاماً حول البرنامج النووي الإيراني. لكنّ ظريف، العدو اللدود للجناح المتشدّد في تيّار المحافظين، ما انفكّ يتعرّض لانتقادات متزايدة منذ قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب الانسحاب من الاتّفاق بصورة أحادية في مايو 2018. وظريف الذي ظلّ يدافع عن الاتفاق النووي حتى بعد انسحاب واشنطن منه أصبح منذ مايو 2018 في مرمى سهام العديد من خصومه السياسيين.