في المجال العلمي المختص بالروبوتات والاختراعات، إضافة لتقلده العديد من الجوائز والمنجزات، بينها: صاحب مبادرة «بنان»؛ لتوفير أطراف صناعية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لأطفال الحروب، كما أنه حاصل على براءة اختراع في مجال مساندة أصحاب الشلل التام، وخبير معتمد من جامعة MIT بمجال التصنيع الجراحي ثلاثي الأبعاد، واختصاصي بالطباعة ثلاثية الأبعاد والتخطيط الجراحي بمدينة الملك فهد الطبية. » صناعة سعودية وأبان بوعائشة بأنه بعد عودته مؤخرا للوطن، لم يتغيب عن مخيلته طيلة الوقت الذي قضاه خارج البلاد، كيف سيكون الحال عندما ترى مثل هذه المشاريع النور داخل الوطن، خاصة أنها قد تغير من مجرى عمليات استئصال الأورام الدماغية حسب رأيه، وسوف تسهم في المساعدة على تدريب وتأهيل الجراحين الجدد، إضافة إلى إعادة صناعة الأدوات الجراحية بشكل فعّال. » ثورة صناعية وأشار إلى أن الطباعة ثلاثية الأبعاد تستخدم غالبا بمرحلة التخطيط الجراحي، وذلك بأخذ الصور المقطعية وتحويلها إلى مجسمات ثلاثية الأبعاد وطباعتها، ليتسنى إجراء العملية على المجسم المطبوع قبل العملية على المريض؛ تجنبا للأخطار غير المتوقعة. وبيّن أن هناك استخدامات أخرى للطباعة ثلاثية الأبعاد بالطب، مثل: طباعة المجسمات؛ لمساعدة المريض على فهم العمليات التي ستجرى له، وليتدرب طلبة الطب عليها، وتضمن للجراح العمل بدقة لتفادي بعض الأخطاء التي تحصل لقلة التصور في مرحلة التخطيط الجراحي، وتسهم في تقليص وقت العملية وخفض نسبة الأخطاء الطبية. » قلب جنين وأوضح بوعائشة أن لهذه التقنية فائدة كبيرة في مجال معالجة التشوهات الخلقية لقلب الجنين، مشيرا إلى أن في المملكة أكثر من 1000 حالة للتشوهات الخلقية لقلوب الأجنة، وأضاف قائلاً: «حدث أن عانت إحدى المريضات في دولة نائية من تشوه في قلب جنين في بطنها، ولا تستطيع تحمل تكلفة التصوير المقطعي الجيد ولا يتوافر بتلك الدولة بيسر، وعلى الجراح عمل عملية لإنقاذ تلك الطفلة ونسبة نجاح العملية ضئيلة، وكان بحاجة لمجسم صغير للقلب يحاكي تماماً حالة الجنين ليتسنى له القيام بالعملية على ذلك المجسم، ولقد استغرق مني عمل ذلك وقتا طويلاً، ولكن ساهم المجسم في رفع ثقة الجراح لإقامة العملية ليتسنى لتلك الطفلة العيش». » تكلفة معقولة وأكد أن الطباعة ثلاثية الأبعاد للأطراف الصناعية من أهم تطبيقات الطباعة في المجال الطبي، وذلك أن تكلفة الأطراف الصناعية المطبوعة تكون معقولة جدا بالنسبة لأسعار الأطراف الصناعية التي تستعمل حاليا، إذ إن العديد من الناس لا يستطيعون الحصول عليها وذلك لتكلفتها العالية ولمحدودية عملها. » مبادرة «بنان» وأضاف: عملت في مشروع منفصل لتطوير بعض نماذج الأطراف الصناعية، وفي فترة دراستي بكندا قمت بالعمل على مبادرة أطلقتها بمسمى «بنان» تهدف لرفع مستوى الوعي لأهمية الأطراف الصناعية، وإنها ليست كمالية بل تعتبر حياة، وبدأت المبادرة على أحد المتطوعين من مدينة لندن الكندية والذي ارتدى أحد الأطراف الصناعية وقام بالجري حول مدينة لندن ما يقارب 60 ألف خطوة، بين المراكز الصحية مرتديا شعارات مشروع «بنان»، وكانت المبادرة تتمركز حول تقديم أطراف صناعية مجانية لأطفال الحروب. » مشكلات جراحية وقال بوعائشة: «أحاول قدر المستطاع توظيف التقنية لتعمير البشرية قبل أن تستخدم لهدمها، وأسعى من خلالها لأن تكون المملكة رائدةً في الحلول التقنية للمشكلات الجراحية، والشرق الأوسط كَكُل، وألا نكون مستهلكين وتابعين فقط، كما أني أطمح لأن ترى مشاريعي النور، التي أكاد أجزم بأنها قادرة على أن تعطي المرضى في مناطق المملكة العيش بكرامة وعافية». » ثلاثة تخصصات واختتم معاذ بوعائشة حديثه، بقوله: معاذ هو مجرد اسم، وما نريده فعلاً هو مئات الأشخاص أفضل من معاذ، فنحن نتوق إلى الارتقاء بالأمة ثم الوطن. وأشار إلى أنه لم يكن لتخصصه مسمى معين يُدْرس، بل هو «طموح» جمع بين ثلاثة تخصصات ليصل إليه، مؤكدًا أن التخصص يهتم بتوظيف تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في الطب، وبذلك إحداث نقلة في التعليم الطبي وبالتخطيط الجراحي وفي أدوات الجراحة. بين الطب والتقنية والهندسة، نبغ معاذ بوعائشة كمهندس جراحي بقسم جراحة المخ والأعصاب، جمع بين ثلاثة تخصصات وعمل في توظيف تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد أثناء وجوده بمستشفى فيكتوريا العام بلندن، إضافة إلى قيامه بمشاريع بحثية فريدة أثناء فترة ابتعاثه، مُمثلًا للمملكة في قرابة 40 محفلا دوليا وإقليميا.