أكد رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ حافظ الأشرفي، أن المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، ظلت ولا تزال تمثل السند الحقيقي للأمتين العربية والإسلامية، انطلاقا من مكانتها التي حباها بها الله، حيث مهبط الوحي وأرض الحرمين الشريفين. وشدد الأشرفي في حوار مع «اليوم» على أن علماء الأمة يعتبرون السعودية وقيادتها الكريمة خطا أحمر، مشيرا إلى أن الأعداء الذين يعملون ليل نهار من أجل النيل من المملكة العربية السعودية، سيفشلون في كل مرة، فقلوب المسلمين تتعلق بهذه الأرض الطيبة وهم يدافعون عنها بلا هوادة. وقال: إن زيارة ولي العهد إلى دولة باكستان تأتي في ظل علاقات متميزة تربط السعودية وباكستان، فعلاقات البلدين عميقة وطويلة ولها إرث تاريخي، وليست وليدة اليوم، وإنما تعود لعقود من التميز، مؤكدا أن زيارة سموه لها وقع سياسي يصب في مصلحة البلدين والأمتين العربية والسلامية. وأضاف: «السعودية طوال تاريخها تقوم على مد يد العون للأشقاء والأصدقاء في جميع أنحاء العالم، وبخاصة المساعدات الإنسانية واللوجستية والسياسية والاقتصادية». وعبر الأشرفي عن شكره وتقديره للأمير محمد بن سلمان على هذه الزيارة التاريخية التي تخدم البلدين في مختلف المجالات. وفيما يلي نص الحوار: » علاقات عميقة ¿ يقوم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد بزيارة إلى باكستان، فما أهمية هذه الزيارة؟ - بداية أتقدم بجزيل الشكر والعرفان لولي العهد الأمير محمد بن سلمان على هذه الزيارة غير المستغربة، فالعلاقات السعودية الباكستانية عميقة وطويلة ولها إرث تاريخي ليس وليد اليوم وإنما يعود لعقود، فباكستان تشكل أهمية بالغة لدى السعودية كما هو حال باكستان،، فالجميع يترقب هذه الزيارة والنتائج التي سوف تسفر عنها في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وكلها تصب في مصلحة الشعبين الشقيقين وفي مصلحة العرب والمسلمين. » تعاون مشترك ¿ العلاقات السعودية الباكستانية ممتدة عبر التاريخ.. ماذا تقول عنها؟ - ترتبط المملكة بعلاقات أخوية طويلة مع جمهورية باكستان الإسلامية، وتحمل هذه العلاقات ثقلا سياسيا وإستراتيجيا واقتصاديا واجتماعيا أقوى بكثير مما يتوقعه الكثير، والتعاون مشترك ومتطابق في الكثير من القضايا المختلفة والتي تحدث بين الفينة والأخرى، وقد تطورت هذه العلاقات مع مرور الوقت لتتجاوز حاجز الزمن وتاريخ المحبة المتبادلة بين حكومتي وشعبي البلدين بوقفاتهما التاريخية جنبا إلى جنب. وكان لوقفات المملكة حكومة وشعبا إلى جانب باكستان وخصوصا وقت الأزمات الأثر الطيب على مستوى العلاقات بين البلدين، وهذه العلاقة تركت أثرا بالغا على الجمهورية الباكستانية. » خدمة القضايا ¿ زار رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان المملكة في أول جولة خارجية له، ما أهمية ذلك؟ - هذه الزيارة تؤكد أهمية المملكة في المنطقة، لذلك يأتي التنسيق معها بهدف خدمة مجمل القضايا، في ظل التوافق القائم بين إسلام أبادوالرياض في العديد من القضايا، إلى جانب الروابط القوية والعلاقات المتميزة بين البلدين، فهي ليست مصالح طارئة، بل ذات عمق أصيل، لا يتأثر بالمستجدات، ولا يتغير باختلاف الحكومات والشخصيات، ونشعر بالفخر والاعتزاز لحفاوة المملكة برئيس الوزراء، حيث أثمرت الزيارة نتائج كبيرة تصب في المصلحة المشتركة للبلدين، وكانت ناجحة بجميع المقاييس، وأن المساندة السعودية لباكستان متواصلة في جميع المواقف والتحديات والأحوال والتقلبات والتهديدات والظروف، وأن باكستان ستبقى واقفة إلى جانب المملكة بكل حزم وقوة لمواجهة المؤامرات الخبيثة التي تسعى لزعزعة أمن المملكة. » خدمة المسلمين ¿ تطابق الرؤى بين الرياضوإسلام أباد، إلى أي مدى يخدم هذا التطابق مصالح الشعبين؟ - هناك العديد من القضايا والمواقف التي وقفت فيها الحكومتان جنبا إلى جنب من خلال المبادئ والقيم والأفكار والتطلعات للمستقبل، مؤكدا أن شعب باكستان وعلماءها يقفون مع المملكة ويدعمون جهدها في خدمة الإسلام والمسلمين، وأن الأمة الإسلامية تكن التقدير والاحترام لحكومة المملكة وشعبها، ولا نرضى بأي محاولات لزعزعة استقرارها، وكل المحاولات التي حدثت مؤخرا فاشلة ولن تؤتي ثمارها، فالمملكة شامخة وقوية وعزيزة بمقدراتها ومكانتها وعلاقاتها الدولية الواسعة التي من الممكن أنها تزعج كثيرا من أصحاب الفتن والنفوس الضعيفة الذين لا يريدون للمملكة خيرا أينما كانت. » دعم متواصل ¿ كيف ترى تلبية المملكة ودعمها للعرب والمسلمين؟ - المملكة العربية السعودية لها تاريخ طويل في تقديم المساعدات الإنسانية والسياسية والاقتصادية للدول الخليجية والعربية والإسلامية، مشيرا إلى أنها ظلت تلبي نداء المستغيثين وتسارع بتقديم الدعم بلا منٍّ أو أذى. وحينما استنجدت الحكومة الشرعية في اليمن بالمملكة، سارعت إلى نجدتها وتكوين قوات التحالف العربي لدعم الشرعية، مؤكدا أنه لولا هذه المسارعة لكان «الحوثي» ابتلع اليمن كاملة ومن ورائه إيران التي تقدم له الدعم المتواصل. وأضاف: كذلك سارعت المملكة انطلاقا من مسؤولياتها التاريخية إلى تقديم الدعم للبحرين ولبنان ومصر والسودان، والأردن، ولكثير من الدول التي استفادت وما زالت تستفيد من المساعدات السعودية، فالمملكة قائدة للعالم العربي والإسلامي، وقوتها هي في الأصل قوة للعرب وللمسلمين في شتى بقاع الأرض. » استقرار وأمن ¿ للمملكة دور ريادي في العالم الإسلامي، ماذا تقول عن ذلك؟ - تحظى المملكة العربية السعودية بمكانة كبيرة ومميزة على المستويين الإقليمي والعالمي، فهناك أكثر من مليار ونصف المليار مسلم يقفون مع الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، فيما إذا أراد بعض الأعداء النيل منها من خلال الضغوط السياسية أو نشر الشائعات والأكاذيب، فهناك دور كبير تؤديه حكومة خادم الحرمين الشريفين عبر التاريخ في تعزيز أمن واستقرار السلم العالمي. » محاولات فاشلة ¿ كيف تنظر لمحاولات الأعداء للنيل من المملكة ومكانتها المرموقة؟ - ستظل المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، قوة ضاربة تتكسر حولها نصال الأعداء، الذين يعملون على النيل منها، وهم في ذلك يدفعهم الغل والحسد لما وصلت إليه المملكة من مكانة مرموقة عالميا، فتارة يحاولون دعم الحوثي في اليمن، وأخرى يحيكون المؤامرات العابرة للقارات، كل ذلك بهدف النيل من هذه البلاد الطيبة ولكن هيهات. نحن ظللنا نتابع جهود المملكة المميزة في دعم الشرعية باليمن وتقديم الدعم والمؤازرة للشعب اليمني من خلال جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. » عملاء إيران ¿ إيران تمضي في إحداث القلاقل في المنطقة من خلال حزب الله والحوثيين.. ماذا تقول؟ - بطبيعة الحال لإيران عملاء يعملون على تحقيق أهدافها «الخبيثة» في بعض الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها لبنان واليمن، أما حسن نصر الله فهو في الوقت الراهن لا يستطيع أن يخرج من حجرته في مدينة «قم»، وهو عاجز عن القيام بأي شيء دون توجيه طهران، لهذا السبب نستطيع أن نؤكد أن «حزب الله وداعش» أبناء لإسرائيل وإيران. ففي الوقت الذي تتحدث فيه إيران عن تحديها للشيطان الأكبر، وتطلق شعارات الموت لأمريكا وإسرائيل، تستلم الأموال الأمريكية لحرب اليمن، وإسرائيل تساعد «داعش وحزب الله»، وتبقى الأعمال الإرهابية التي ينفذها التنظيم ليست من الإسلام في شيء وهي تنتهك أرواح أهل السنة، فيما لم يقم التنظيم بعملية واحدة داخل إيران، والإسلام بريء من داعش، وممن يقفون خلفه، وغيره من التنظيمات المتطرفة. » مكافحة الإرهاب ¿ المملكة ظلت تتصدى للغلو والتطرف، كيف تقيم هذه الجهود؟ - المملكة قدمت نموذجا مشرقا ومميزا وجهودا كبيرة في مكافحة الإرهاب والغلو والتطرف اللذين يمثلان وجه الإرهاب الحقيقي، وتسعى المملكة من خلال الجهود التي تبذلها القيادة الرشيدة للحد من انتشاره والقضاء عليه، وكل تلك الجهود بدأنا في العالم أجمع نقطف ثمارها ونستفيد من تلك البرامج، ولعل من أهمها المركز العالمي لمكافحة الفكر المتطرف «اعتدال»، الذي يعتبر حاليا المرجع الأول عالميا في مكافحة الفكر المتطرف وتعزيز ثقافة الاعتدال، كما أنه يرصد ويحلل الفكر المتطرف واستشرافه للتصدي له ومواجهته والوقاية منه، والتعاون مع الحكومات والمنظمات ذات العلاقة كل ذلك كان بعضا من جهود المملكة في هذا المجال.