تتواصل أزمة كاركاس، وتمضي في اتجاه التصعيد، وربما تصل إلى وضع الخطورة، خاصة بعدما اتهمت كوباالولاياتالمتحدة الخميس بتحريك قوات خاصة سرا لمناطق أقرب إلى فنزويلا في إطار خطة للتدخل في البلد الواقع في أمريكا الجنوبية تحت ذريعة وجود أزمة إنسانية. يحدث ذلك فيما تحاول إدارة الرئيس ترامب الضغط على الرئيس مادورو للتنحي. » استخدام الثروات وفي ظل هذا التصعيد، يستخدم الرئيس مادورو الذهب والنفط ثرواث بلاده خلال تعامله مع الدول في مقابل دعم سلطته. من ناحية أخرى مثل صعود زعيم البرلمان غوايدو، قناعة لدى العديد من الفنزويليين أنه الشخص المناسب لقيادة البلاد إلى الأمام ومن ثم أعلن نفسه قائداً مؤقتاً للأمة. ما نراه هنا هو رئيسين يتصارعان ليكونا حاكمين للبلاد. ويمثل الدعم الواضح من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي، ومعظم دول أمريكا اللاتينية، لغوايدو على وجه الخصوص، سلاحا ذا حدين. في المقابل لا يزال مادورو يتمتع بدعم روسيا والصين، ودول أخرى، وهذا أمر مثير للاهتمام لسبب يوضح أنه قد توجد فرصة لهذه الدول لتغيير ولائها، إذا رأت أن مادورو ليس بإمكانه الاستمرار، كما أنها أيضا بإمكانها الموافقة على الدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة، حيث يمكن للفنزويليين أن يقرروا من يحكمهم عن طريق الصندوق. » خيارات الجيش في هذه الأجواء المعقدة، يبرز السؤال ما إذا كان الجيش باستطاعته الاستمرار في دعم مادورو كرئيس، أم أنه سيحول ولاءه إلى غوايدو؟ وتعتمد الاجابة هنا على عوامل رئيسية تشمل تقييم القوات المسلحة الفنزويلية لعزم القائد واحتمال بقائه وصموده أمام الضغوط الخارجية، ومن بينها العصا الأمريكية الغليظة، ولكن قادة الجيش يعتقدون أيضا أن القائد إذا كان في طريقه للخروج من السلطة، فلماذا يضعون أعناقهم على المحك. الرأي العام حول النظام، قد يدفع الزعماء العسكريين أيضًا إلى التفكير فيما إذا كان المجتمع المدني والشعب بشكل عام يدعم النظام. وهنا لا بد من التنويه لأمر مهم مفاده أن نظرة الشعب الفنزويلي بشكل عام إذا تحولت إلى قناعة بأن هذا النظام غير شرعي، فإن النخبة العسكرية تواجه فرصة أكبر لأن ينهار الضباط الصغار والمجندون. الانشقاقات أكثر احتمالاً إذا تمكن المجتمع المدني من تنظيم احتجاجات شعبية كبيرة وسلمية، الأمر الذي يفضي إلى إحجام الجيش عن قمع المواطنين باسم النظام والأمن.