قبل ساعات من اجتماع وارسو، الذي ينطلق اليوم الأربعاء،بمشاركة أكثر من 40 دولة، والذي يعد أحد أبرز محاوره تقويض الدور الإيراني في الشرق الأوسط، وسط تحركات لنظام الملالي وحلفائه لصرف الأنظار عن المؤتمر، حيث دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني إلى اجتماع ثلاثي في مدينة سوتشي الروسية غدا الخميس. » واشنطن تحشد وتسعى واشنطن لحشد العالم حول رؤيتها للشرق الأوسط وتتلخص بممارسة أقصى درجات الضغط على إيران. وأعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الشهر الماضي عن المؤتمر الذي يستمر ليومين مشيرا إلى أن وزراء الخارجية من حول العالم سيأتون إلى بولندا للتعامل مع مسألة «نفوذ (إيران) المزعزع للاستقرار» في الشرق الأوسط. ويرى مراقبون أنه على الرغم مما أعلن بأن اجتماع سوتشي لمناقشة تطورات الأزمة السورية، لكن توقيته يأتي مكايدة لاجتماع وارسو. » فرصة كبيرة وقال الخبير في الشؤون الإيرانية هشام البقلي: من دون شك يعد اجتماع وارسو فرصة كبرى لتقويض النفوذ الإيراني بالمنطقة بعد تدخلها وانتشار ميليشياتها بشكل كبير في دول مثل لبنان ممثلة في «حزب الله»، وفي اليمن ممثلة في «الحوثيين»، كما أن من أبرز النقاط التي قد تشهد اهتماما كبيرا في الاجتماع هو السلوك الإيراني المخالف للقوانين الدولية برفض الانضمام لاتفاقيات مكافحة الإرهاب وغسيل الأموال للاستمرار في تنفيذ مؤامراتها ومخططاتها للعبث بأمن المنطقة، خصوصا الدول العربية. » حشد مهم وأشار البقلي إلى أن الحشد الدولي ضد النظام الإيراني بات ضرورة بعد ضرب طهران بالقوانين والاتفاقيات عرض الحائط، إذ يجب وضع إستراتيجية واضحة للتصدي للمواقف الإيرانية، كما يجب حظر التبادل التجاري بين إيران وعدد من الدول الأوروبية بعدما كشفت الأخيرة أنها تنظر للمصالح المشتركة ولا تلتفت إلى العبث الإيراني بالشرق الأوسط، وأكد أن توقيت عقد اجتماع وارسو في ذكرى مرور 40 عاما على ثورة الخميني يعتبر رسالة قوية من واشنطن، بأن ما حدث من قبل عن طريق مزاعم بثورة إسلامية لن يستمر، بل قد ينتهي قريبا. » تغيير مواقف وأوضح البقلي أن الموقف الأوروبي في اجتماع وارسو قد يشهد تغيرا نحو النظام الإيراني، إذ أن عددا من دول الاتحاد الأوروبي التي رفضت في وقت سابق الخروج الأمريكي من التحالف النووي أدركت خطورة تطوير طهران برنامجها النووي لأغراض غير سلمية وتحديث صواريخها الباليستية وإرسالها إلى ميليشيات الحوثي في اليمن، كما كشفت دول أوروبية مؤامرات إيرانية لتنفيذ عمليات عدائية على أراضيها. وعن اجتماع «سوتشي»، قال خبير الشؤون الإيرانية: إن هذا اللقاء «يأتي ردا على اجتماع وارسو، الذي دعت إليه الإدارة الأمريكية. » دولة مزعجة من جانبه، يرى رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية محمد محسن أبوالنور، أن العنوان الكبير لمؤتمر وارسو هو قضايا الشرق الأوسط لكنه معني بالأساس بالدور الإيراني، خصوصا بعد أن أصبحت إيران دولة مزعجة وصار ملفها على رأس اهتمامات الإدارة الأمريكية. ونوه بأن واشنطن من فرط اهتمامها بطهران، خصصت جهازا استخباراتيا خاصا لرصد أنشطة إيران العدائية، مؤكدا أن اللجان الست، التي قد يخلص اجتماع وارسو إلى تشكيلها في حال فعلت بشكل جيد، ستلعب دورا كبيرا في رصد المخالفات الإيرانية موثقة بالبراهين ما قد يؤدي إلى مزيد من العقوبات على نظام الملالي خلال المرحلة المقبلة. » استغلال الفزاعة ويرى خبير العلاقات الدولية د. جهاد عودة أن إيران تستغل ما يمكن تسميته بالفزاعة الأمريكية في الشرق الأوسط، الذي أصبح ما يشبه العقدة لروسيا، من أجل الاستمرار كلاعب رئيس في قضايا المنطقة، إذ أنها تحاول حاليا أن توصل رسالة للعالم، خصوصا الجانب الروسي، بأن واشنطن تريد وضع أقدام جديدة لها بالمنطقة، وطرد الوجود «الروسي التركي الإيراني» للانفراد بإنهاء قضايا المنطقة المعقدة، لافتا إلى أن «إيران وتركيا» يحاولان استغلال التوتر الأمريكي الروسي للحصول على مكاسب، والتواجد بقوة كمحورين مهمين في قضايا المنطقة بعد الرغبة الأمريكية في إقصاء «طهران وأنقرة» من أي دور في أزمات الشرق الأوسط.