أيام قليلة وتنطلق فعاليات اجتماع «وارسو» في بولندا يومي 13 و14 من فبراير الجاري، والذي بحسب مراقبين سيشهد قرارات مهمة لردع الأطماع الإيرانية بالمنطقة، خصوصا بعد ضلوع نظام الملالي في دعم وتمويل الإرهاب في عدد من الدول. » إجماع دولي يقول مدير المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية محمد محسن أبو النور: لقد بات هناك إجماع دولي على مواجهة السلوك الإيراني المزعزع لأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، ويؤكد حضور مسؤولين من نحو 70 دولة، العزم الدولي على ضرورة التصدي للمؤامرات والمخططات الإيرانية التي تشعبت وطالت عددا من الدول العربية، إذ أنه لا يمكن إغفال الدور الإيراني في لبنان عن طريق ميليشيا«حزب الله» وفي اليمن أيضا بإمداد ميليشيا الحوثي بالأسلحة والصواريخ. ولفت أبوالنور إلى أن أهم البنود الأربعة المطروحة للنقاش في اجتماع وارسو، هو وقف إمداد نظام الملالي للحوثيين بالصواريخ الباليستية، ما سيشكل ضربة موجعة للأطماع الإيرانية في اليمن. وأشار إلى أن طهران سعت منذ اشتعال شرارة أزمة اليمن إلى سكب مزيد من البنزين لكي تزداد اشتعالا، لذا فإن اجتماع وارسو سيجهض عددا من مخططاتها الرامية إلى تخريب المنطقة. » خطوة مهمة ويرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق هاني خلاف، أن اختيار بولندا لتنظيم المؤتمر هو خطوة مهمة لتكون الخيار البديل للولايات المتحدة في المنطقة، بعد أن صارت تركيا حليفا غير مقبول، مشيرا إلى أن النظام التركي بقيادة أردوغان فقد اهتمامه لدى واشنطن بعد خفوت تأثيره، إثر ثبوت تورطه مع إيران وقطر في تكوين مثلث للشر بالمنطقة، مؤكدا أن الاجتماع سيسفر عن قرارات مهمة، أبرزها التضييق على نظام الملالي بعد كشف عدد من مخططاته التي تهدف لزعزعة الاستقرار وبث الفوضى. وشدد خلاف على أن واشنطن منذ إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو موعد الاجتماع وموضوعاته، حرصت على إخفاء أبرز محاوره من أجل عدم حشد روسيا وعدد من الدول الأوروبية التي ترتبط بمصالح مع إيران ضد المؤتمر لإفشاله، مؤكدا أن الدور الروسي مريب ويعمق الأزمات العربية مثل قضية سوريا، كما أنه داعم قوي لطهران ما يتطلب وقفة دولية صارمة. من جانبه، أوضح مدير المركز المصري للدراسات السياسية عضو المجلس المصري لمكافحة الإرهاب خالد عكاشة، أن الاجتماع التشاوري الأخير في الأردن بين السعودية ومصر والأردن والكويت والبحرين والإمارات، قد يكون لصياغة موقف عربي موحد لاجتماع وارسو، خصوصا بعد الغموض في تصريحات عدد من المسؤولين الأمريكيين والبولنديين بشأن محاور الاجتماع، مطالبا العرب بالخروج من هذا اللقاء بأكبر قدر من تحقيق المصالح.