أكثر من 60 دولة تشارك في مؤتمر وارسو من أجل الشرق الأوسط، هذا الإجماع الدولي قل نظيره منذ الحرب العالمية الثانية، وكما هو معلوم فإن المخاطر الإيرانية على المنطقة تقدمت أجندة الاجتماع، ولم يخف الحاضرون وعلى رأسهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، المخاوف العالمية والأمريكية على وجه التحديد من تعاظم التهديدات الإيرانية للأمن والاستقرار في العالم. بومبيو تحدث بكل صراحة عن متغيرات جوهرية في الشرق الأوسط، وضرورة المكاشفة والمصارحة في كل القضايا السياسية. واليوم يؤسس العالم لمنظومة سياسية جديدة تقوم على أساس التوصيف الحقيقي للمعضلات السياسية، ولعل إيران وتهديدها للأمن والاستقرار أهم هذه القضايا في المنطقة، وبكل تأكيد لا تغيب القضية الفلسطينية عن المكاشفة والمصارحة على المستوى الأمريكي والدولي. مؤتمر وارسو يجب أن يكون مساراً جديداً يمكن الاعتماد عليه في إيجاد بيئة آمنة في منطقة الشرق الأوسط، وإلا لضاعت الفرصة في ظل هذا الإجماع الدولي لمواجهة أكبر التهديدات في المنطقة على يد نظام الملالي الذي رأى في إحلال الفوضى فرصة للتمدد وتوسيع نفوذه غير المشروع في المنطقة من خلال نشر المليشيات الإرهابية والفتن الطائفية والمذهبية كجزء أساسي في آيديولوجية النظام الإرهابي في طهران، والآن على العالم الانطلاق من وارسو برؤية حاسمة لتقويض خطر الملالي كحجر زاوية لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.