يوميا نتخذ مئات القرارات التي تؤثر على حياتنا ومجرياتها، مثل الذهاب للعمل يوميا قرار، وعندما نخرج من البيت أيضا قرار، اختيار الوجبات الغذائية قرار، عندما تريد أن تهدي صديقا أو أحد الأقارب هدية قرار، كل هذه قرارات لمجريات شؤون الحياة، وهناك قرارات يجب الوقوف عندها، قرارات تتطلب التفكير والتأني وعدم التسرع، قرارات مصيرية لحياة الإنسان، قرارات تتفاوت درجاتها وخطورتها، مثل قرار تغيير مجال العمل واختيار التخصص وقرار الانتقال إلى دولة أخرى. قرأت قصة الضفدعة التي انتهت حياتها بسبب قرارها الخاطئ في الوقت غير المناسب، عندما تضع الضفدع في إناء مليء بالماء ويبدأ التسخين تدريجيا، ستجد أن الضفدع يحاول جاهدا أن يتكيف مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، ولكن عندما يقترب الماء من درجة الغليان يعجز الضفدع عن التكيف مع الوضع، لذلك يقرر في هذه الحالة القفز خارج الإناء ولكن دون جدوى؛ لأنه فقد كل قوته خلال عملية التأقلم التدريجي لدرجة حرارة الماء فسرعان ما يموت الضفدع. السؤال الذى يطرح نفسه ما الذى قتل الضفدع؟ الكثير سوف يجيب بسبب الماء المغلي، لكن الحقيقة ما قتل الضفدع هو عدم القدرة على اتخاذ القرار في الوقت المناسب والقفز خارج الإناء في التوقيت المناسب قبل أن تنفد طاقته في محاولة التكيف. ونحن في حياتنا نحتاج لاتخاذ القرار والإجراء المناسب في الوقت المناسب قبل أن نفقد قوتنا، أو قبل أن تستغل ظروفنا سواء جسديا أو عقليا أو نفسيا أو عاطفيا أو ماليا، ونستمر إلى أن يقضى علينا، نحتاج إلى المواجهة لاتخاذ القرار في الوقت المناسب؛ لأن هناك نوعا من الناس يخافون من اتخاذ القرار، لذلك اسأل نفسك ما الذى يجعلك تتردد في اتخاذ القرار؟. كثيرا ما نعجز عن التوصل إلى قرار لمجرد خوفنا من ارتكاب خطأ، وأحيانا يكون التردد والقلق وهذا الشعور أشد ألما من ارتكاب الخطأ بحد ذاته، وهناك من يفشلون في اتخاذ القرار المناسب لأنهم يخافون من الفشل، اتخاذ القرار أفضل من عدمه لأنه يكسبك سلوكا إيجابيا ويتيح لك فرصة التقييم بعد الخطأ. والوسطية والتوازن هما أساس في عملية اتخاذ القرار والأهم ومن الخطأ في عملية اتخاذ القرار هو الإهمال في جمع المعلومات الصحيحة، قبل أخذ القرار يجب عليك جمع كل ما تحتاج إليه من معلومات واستشارة من لديهم الخبرة والمعرفة، يجب علينا أن نعرف ما هو مفهوم اتخاذ القرار وهو فعل تقوم به أحيانا بشكل عفوي وأحيانا أخرى بشكل مدروس، ويختلف اتخاذ القرار باختلاف نوع القرار. هناك نوعية من القرارات التي تتطلب التفكير والتأني وعدم التسرع، وهناك قرارات في حياتنا تكون قرارات مصيرية يكون لها تأثير طويل المدى في حياتنا. وإن عملية اتخاذ القرار عملية ديناميكية وإن على الإنسان أن يراقب ويتابع نتائج قراراته ليعدل القرار عند الحاجة. ويجب هنا أن نفرق بين القرارات والخيارات وأن الآثار المترتبة على خياراتنا تختلف عن الآثار المترتبة على قراراتنا.