بدأت إيران في محاولة إفساد القمة «الدولية - الشرق أوسطية» المزمع عقدها في بولندا الشهر المقبل، والتي دعت إليها الولاياتالمتحدة لبحث أزمات المنطقة وفي مقدمتها تدخل نظام الملالي في شؤون عدد من الدول خصوصا العربية. وأكد مراقبون أن طهران ستبذل جهودا كبيرة لعرقلة هذه القمة، خشية أن تسفر عن قرارات أو عقوبات تزيد من الضغوط عليها بعد فضح مخططها لتقسيم اليمن ما سيزيد من عزلتها ويشعل أزمات داخلية جديدة. » مرحلة معقدة يقول خبير الشؤون السياسية د. مصطفى زهران: إن قمة بولندا تأتي في مرحلة بالغة التعقيد بمنطقة الشرق الأوسط التي تشهد عدم استقرار في عدد من الدول إثر اشتعال أزمات طاحنة كانت إيران طرفا ثابتا فيها، حيث كانت هي وراء انقلاب ميليشيات الحوثي على الشرعية في اليمن، كما تلعب دورا قويا في الأزمة السورية، وخططت كذلك لبث الفرقة في العراق على خلفيات مذهبية، لذا باتت خطرا داهما يجب استئصاله وهو ما سيناقشه عدد من الدول العربية والأوروبية مع الولاياتالمتحدة في بولندا من أجل التوصل إلى حلول لردع الأطماع الإيرانية. » خندق واحد ويرى خبير العلاقات الدولية د. كرم سعيد، أن الهلع الإيراني بسبب الحشد الكبير، إذ سيحضر قمة بولندا عشرات الدول من آسيا وأفريقيا وأوروبا بجانب الولاياتالمتحدة، ما يعني أن دول العالم كافة باتت في خندق واحد ضد طهران التي تعبث بأمن واستقرار المنطقة من خلال تدخلها في شؤون عدد من الدول، إضافة إلى تكوين إيران مع تركيا وقطر محورا لدعم وتمويل الجماعات الإرهابية لإشاعة مناخ من الفوضى. من ناحيته، أوضح الخبير بالشؤون الإيرانية هشام البقلي، أن الولاياتالمتحدة كانت تواجه مخاطر إيران بشكل منفرد، وهو ما ظهر في العقوبات الأخيرة ومن قبلها الانسحاب من الاتفاقية النووية، لذلك فكرت في تكوين تحالف دولي ضد طهران بالتنسيق مع عدد من الدول العربية وسوف يتبلور ذلك في قمة بولندا. وأضاف: هذا التجمع الدولي الكبير سيسهم في شق الصف الأوروبي تجاة إيران، إذ أن بعض الدول الأوروبية مازالت تقف في صف طهران لمصالح اقتصادية، لكن مع الوقت بدأت في تغيير هذه المواقف، إثر ضلوع نظام الملالي في الاغتيالات والجرائم الإرهابية لدبلوماسيين أوروبيين فضحوا مخططاتها وبؤر التجسس التي شكلتها في أوروبا.