يشهد «الخباز الحساوي» طلبا متزايد من أهالي الأحساء، فالخبز الشعبي الأحمر المصنوع من التمر ودقيق البر، على لهب جذوع النخل داخل تنور صُنع من الفخار، يحتوي على قيمة غذائية عالية خاصة مع موجات برد الشتاء. الخباز «خالد الأجواد» الذي عمل في مهنته أكثر من 60 عاماً، ويصنع قرابة ألف خبزة يومياً، اعتاد وفي كل يوم ومنذ ساعات الصباح الأولى، القيام بعمل عجين الخبز المصنوع من التمر وحبة البركة، ليشعل جذوع النخل داخل التنور، ليقف زبائنه طوابير عند مخبزه، طالبين الخبز الحساوي الأحمر، الذي تصل مدة صلاحيته قرابة 6 أشهر إذا وضعت في التبريد. الأجواد الذي نقل مهنته إلى أبنائه من أجل المحافظة على المهنة، يقول ل «اليوم»: «عائلتي اشتهرت منذ القدم بمهنة صناعة الخبز الحساوي بالتمر، وتعلمت مهنتي من والدي وجدي، فهي مهنة أصيلة مربحة، وأدعو كافة الشباب لتعلمها لأجل أن نحافظ عليها من الاندثار». وذكر الأجواد أن أهم مكونات الخبز الأحمر عناصر طبيعية ولها أثر كبير في تغذية الجسم، وهي دقيق البر وتمر الخلاص، وحبة البركة والسمسم والحلوة الحساوية، والزعفران والهيل، لتجمع في إناء كبير وتعجن وتترك يوما كاملا لتكون جاهزة، ويمكن إعدادها بإضافة الجبن أو الزعتر أو اللبنة، وجميعها تجد طلباً واسعا. المواطن محمد المشعل اعتاد على الخبز الأحمر في بيته بشكل يومي، يقول: «أقطع أكثر من 30 كيلو كل صباح للذهاب إلى أحد المخابز الشعبية الشهيرة في الهفوف، الذي اشتهر بجودة خبزه منذ عشرات السنين، فالخبز الأحمر لا يشبهه أي خبز آخر، نظير مذاقه الخاص واحتوائه على التمر». في حين تتضاعف كميات الطلب على الخبز الحساوي الأحمر وقت الشتاء، كما وصف أحد العاملين في مخبز شعبي، متوقعاً استمرار وتيرة ارتفاع المبيعات طيلة أشهر موسم الشتاء. ويرى المواطن عبدالله العبود، أن الخبز الحساوي بنكهته الخاصة، يعتبر رفيق الأهالي في الشتاء، وتعتمد كثير من الأسر على هذا الخبز في موائدهم الصباحية والمسائية، مستشهدا بالزحام الكبير أمام محلات المخابز الشعبية التي تبدأ عملها منذ ساعات الفجر الأولى، وتستمر إلى الساعة التاسعة مساء.