بطعمه اللذيذ ورائحة الزكية احتل الخبز الحساوي قائمة الوجبات اليومية المطلوبة في بيت الخير بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية 31. ولم تقتصر سمعة الخبز على بيت الخير، بل إن الوفود المشاركة من كافة أرجاء الجنادرية حرصت على تذوقه فضلاً عن الجمهور الزائر. ويعد الخبز الحساوي، أو الخبز الأحمر أو كما يسميه بعضهم خبز التمر، إحدى الصناعات التقليدية القديمة التي اشتهرت بها محافظة الأحساء، ومارس كثير من سكان الأحساء صناعة الخبز كمهنة برعوا فيها، في ماضي الأجداد . إلا أن القيمة الغذائية العالية التي يتمتع بها الخبز الحساوي وبمكوناته الغذائية المفيدة للجسم وإمداده بالطاقة، حيث يعتبر مصنوعاً من الألياف التي يحتويها دقيق البر، والسكر الطبيعي الموجود في نقيع التمر، إضافة إلى مادة الحلوة، وحبة البركة، والحبة السوداء. ويتكون الخبز الحساوي من دقيق البر، والماء والتمر وماء التمر، والحبة سوداء، وحبة البركة، والحلوة، أما طريقة صنعه فتستغرق وقتاً ليس بالقصير في عملية التخمير، إذ يبدأ الخباز أولاً بنقع التمر في الماء لمدة معينة، والهدف من نقع التمر في الماء هو الحصول على نقيع التمر أو ماء التمر الأسمر، ومن ثم يقوم بعملية إعداد العجين تمهيداً للخبز، ويحتاج لكل 30 كيلو تمر 30 كيلو دقيق بر، وعملية العجن تتم بوضع الدقيق في ماء التمر تدريجياً إلى أن يحصل الخباز على عجينة متماسكة يمكن تشكيلها إلى دوائر صغيرة بواسطة اليد بحسب حجم الرغيف، ويضيف خلال عملية التحضير النهائية للعجين مادة الحلوة وحبة البركة، أو الحبة السوداء.. وحينما ينتهي من هذه الخطوة، يترك العجين لفترة كي يرتاح ويختمر ومن ثم يقوم بتهيئته وإعداده لمرحلة ما قبل الخبز. ويتم اختيار أجود أنواع التمر الشهيرة في الأحساء لاستخدامها في صناعة الخبز، وبخاصة تمر الخلاص فهو يعطي الخبز مذاقاً مميزاً وشهياً وحلواً. ويقدم الخباز حمزة الحكيم والخباز عبدالله الحكيم هذه المهنة في بيت الخير، ويرجع سبب تسميته بالخبز الأحمر للونه المقارب إلى الحمرة، وهناك من يسميه بالخبز الحساوي نسبة إلى محافظة الأحساء، ويسميه بعضهم الآخر خبز التمر بسبب وجود التمر كمادة أساسية في مكوناته. وتكمن مشاق الحرفة في عملية وضعه في التنور، حيث يتعرض الخباز للحرارة الشديدة، كما أن الدخان الذي يتصاعد بسبب استخدام الحطب وجريد النخل يؤثر على صحة الإنسان، ورغم الدخل الجيد لهذه المهنة، فإن التعب والمشقة هما العائقان الوحيدان أمام هذه الحرفة. ويعتبر الخبز الأحمر وجبة غذائية متكاملة خاصة في ليالي الشتاء الطويلة والباردة، وتعد أشهر الشتاء وشهر رمضان أكثر الشهور إقبالاً عليه.