كان من المفروض أن يكون مقال هذا الأسبوع معنوناً ب(شيء من العقلانية)، وكان موجهاً للجماهير باختلاف ميولها ودعوتها لاستخدام لغة العقل والمنطق في ردود فعلها على كل ما يحدث داخل الملعب وعدم استخدام لهجة التشكيك والتظلم والدخول في الذمم وربما الشتم، وأيضاً عدم إعطاء الفرصة للمتعصبين من الإعلام بالسيطرة على تفكيرهم ومن ثم ترديد كلامهم، الذي يكون غالباً منافياً للحقيقة، ولكن اتحادنا الموقر غيّر بوصلة الأفكار تماماً! مباراة النصر وأُحد أخذت حيزاً كبيراً من النقاشات والجدال بسبب معضلة عدم توافر الملاعب الجاهزة التابعة للهيئة بالرياض وسواء اتفقت أو اختلفت مع نقلها للمجمعة إلا أن اتحاد الكرة حاول التنصل من مسؤولياته ورمي الكرة في اتجاه لجنة المسابقات، التي بدورها نفت معرفتها بذلك القرار وكلف ذلك استقالة أعضائها وإصرارهم على عدم معرفتهم بذلك القرار ولهول المفاجأة خرجت وثيقة بقرار نقل المباراة بتوقيع رئيس لجنة المسابقات الحالي (مؤمنة)، الذي لم يكن متواجداً حينها في اللجنة ولا أعرف كيف صدر هذا الخطاب بعد (خراب مالطا)! الاتحاد السعودي لكرة القدم وبموجب الصلاحيات الممنوحة له كان بإمكانه اتخاذ قرار النقل بحجة أنه أقرب ملعباً متوافراً، كما كان يحدث للأهلي والاتحاد سابقاً باللعب في مكة عوضاً عن جدة ولن يحتج أحد إذا كان القرار مبرراً وتمت مناقشته والموافقة عليه من قبل نادي النصر المستضيف، وبذلك ينتهي كل النقاش والأخذ والعطا في ظروف تلك المباراة، وأذكر أنني علقت في مقالي السابق أن الاتحاد السعودي وليس لجنة المسابقات بإمكانها تأجيل المباراة والتخلص من إحراجاتها، ولكن بما أن القرار صدر من الاتحاد السعودي فكان لا بد من أن يأخذ على عاتقه أنه هو صاحب الشأن ويتحمل تبعاته للقاء كان أشبه بالتقسيمة النصراوية تحت الأجواء الأوروبية وانتهت برباعية مع الرأفة وكان من المفروض أن ينتهي كل شيء حينها لو سارت الأمور بسلاسة وقانونية ولكن اتحادنا الموقر أراد تبرئة نفسه ووضع لجنة المسابقات أمام المدفع! (ودي أصدق لكن قوية) هو أبسط تعليق على ذلك الخطاب المذيل بإمضاء الأستاذ مؤمنة وأعتقد أن موسمنا الكروي كسابقه سيكون مليئاً بالغرائب والعجائب، وأتمنى أن تنسينا المباريات والملاعب ما يحدث خارجها ويا (لحمرة الخجل)!