ما حدث مع الهلال لا يقبل المقارنة بما تعرض له غيره طوال 66 سنة، والتأكيد على مسألة التشابه في العقوبة وليس في أسبابها، يدخل في باب السفسطة والكلام المرسل، فقد أقر الاتحاد الأوروبي تأجيل مباريات أربعة فرق في دوري أبطال أوروبا، وفي ثمن النهائي أو في نفس مرحلة استبعاد الهلال، مع أنه تأهل ووصل بلغة الأرقام، وكان ذلك لإصابة لاعب واحد بكورونا، والاتحاد الأوروبي يقبل إعادة جدولة مباريات الأندية، وذلك في حالة عدم اكتمال نصاب لاعبيها لإيجابية عيناتهم. الاتحاد الآسيوي سبق وأن أجل مباريات قطر، لارتباطها بالمشاركة في بطولة كوبا أميركا، ولكنه رفض تأجيل مباراة الهلال مع شباب أهلي دبي لمدة 24 ساعة، واعتبره منسحباً مع أنه حضر لأرض الملعب، ولم يقبل تسجيل نقاط المباراة للفريق المنافس، وقرر شطب نتائجه واستبعده ورفض احتجاجه، وهو حامل لقب البطولة السابقة، والمتصدر لمجموعته، والمتأهل للدور الثاني قبل مباراته الأخيرة. مشاكل الأندية السعودية مع الاتحاد الآسيوي متواصلة منذ 2012، وفي 2018 رفض الاتحاد الموقر طلباً للاتحادين السعودي والإماراتي بنقل مباريات أنديتهما والأندية القطرية لملاعب محايدة، على خلفية الأزمة مع قطر وقطع العلاقات معها، والاتحاد القاري يميل في قراراته إلى شرق آسيا، فقد أجل، لظروف كورونا، بطولتها المجمعة إلى 15 نوفمبر ولمدة شهر، وبحيث تكون المباراة النهائية بين بطلي غرب وشرق آسيا بعد هذا التوقيت. لجنة المسابقات الغرب آسيوية، لم ترَ في فقد الهلال لخدمات ثلثي لاعبيه ظرفاً قاهراً، وأقرت عليه عقوبات من اختصاص لجنة الانضباط وليست من اختصاصها، وقدمت تبريرات متحاملة وبلا منطق، وهذه اللجنة يرأسها فيتنامي وأعضاؤها يمثلون اتحادات ضعيفة في اللعبة، والتأثيرعلى قراراتها وارد بدرجة كبيرة، وليس من حق الاتحاد الآسيوي نظاماً إضافة لائحة مكملة تخص كورونا، والاتحاد السعودي مطالب بالوقوف مع الأندية المحلية في أزماتها، والتوقف عن ممارسة دورالمتفرج الخجول، ولابد وأن يعمل على بناء جماعات ضغط تخدم مصالحه في الاتحادات القارية والدولية، ووفق تفاهمات نظامية ونظيفة، لا تشبه ما يفعله بعض الجيران في استضافاتهم لتصفيات غرب القارة. أزمة استبعاد الهلال من دوري أبطال آسيا جاءت في مصلحته، وصنعت له بطولة توازي أو ربما تتفوق في مكاسبها على اللقب الآسيوي، فقد حقق شهرة دولية لم يعرفها نادٍ سعودي قبله، وأصبح اسمه متداولا في كبريات الصحف الأوروبية وصحافة أمريكا اللاتينية، وفي معظم المحطات التلفزيونية الغربية، وامتدح الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا روحه القتالية في مواجهة كورونا وتأهله للدور الثاني قبل إخراجه، وما مورس مع الهلال يمثل سابقة عالمية، وفضيحة لاتحاد الكرة في آسيا، وصعوبتها وتفاصيلها غير المريحة ستخلد اسمه في تاريخ اللعبة. BaderbinSaud@