مع اندلاع الثورة السورية في عام 2011، اتجه العديد من المقاتلين الأجانب إلى سوريا، وقد شكل تنظيم إمارة القوقاز والذي يمثل تهديدا حقيقيا لروسيا، مصدرا رئيسا للمقاتلين الأجانب بسوريا، حيث اتجه العديد من الشيشان إلى القتال بسوريا، وأصبح لهم تأثير في كتائب مختلفة. وفي مقابلة للرئيس بوتين في فبراير 2017 تحدث عن وجود «أكثر من 4000 مقاتل من دول الاتحاد السوفياتي (السابق) على الأراضي السورية. أشار أيضًا إلى أن المرء ليس بحاجة لأن يكون خبيرًا في الشؤون الأمنية ليعلم أنه إذا انتصر هؤلاء في سوريا فسيعودون إلى بلادهم . وتشير الدراسة الصادرة عن المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية الى أن مجاهدي القوقاز ينقسمون في سوريا إلى أربعة تنظيمات رئيسة وهى: 1- جيش المهاجرين والأنصار(JMA)، وتعتبر القاعدة الفعلية لمقاتلي الشيشان الذين ينحدر معظمهم من القوقاز ويقودهم أبو عمر الشيشاني. وفي نوفمبر 2013 بايع الشيشاني أبا بكر البغدادي الذي عينه فيما بعد قائداً لقوات التنظيم شمالي سوريا (خصوصا محافظات حلب والرقة واللاذقية وشمالي إدلب) ثم القائد العام لقوات التنظيم. 2- تنظيم صلاح الدين الشيشاني، وهي المجموعة الأولى المنشقة عن جيش المهاجرين والأنصار، حيث أثار انضمام أبي عمر الشيشاني إلى تنظيم داعش انشقاقًا في صفوف جيش المهاجرين والأنصار واعتراضًا على بيعة أبي عمر. انفصل صلاح الدين الشيشاني عن أبي عمر الشيشاني في نوفمبر 2013، وتزعم تشكيل مجموعة تصل بحسب التقديرات إلى 800 مقاتل تحت نفس اسم المجموعة «جيش المهاجرين والأنصار» ولكن يضاف إليه «إمارة القوقاز الإسلامية». وفي عام 2015 أعلنت المجموعة المنشقة انضمامها إلى جبهة النصرة. وفي عام 2016 لقي، صلاح الدين الشيشاني مصرعه بنيران الجيش السوري في محافظة حماة. 3- تنظيم سيف الله الشيشاني، وهي المجموعة الثانية المنشقة عن جيش المهاجرين والأنصار: قاد سيف الدين الشيشاني، الذي كان نائبا لأبي عمر في السابق، باصطحاب ما تبقى من مجموعته للانضمام لجبهة النصرة في أواخر عام 2013. كان سيف الدين مقيماً في مدينة اسطنبول لسنوات قبل أن يدخل إلى الأراضي السورية في أواخر عام 2012 أو بدايات 2013، وينضم إلى مجموعة «جيش المهاجرين والأنصار». انشق سيف الدين عن أبي عمر بين شهري يوليو وأغسطس 2013 وبايع جبهة النصرة في نوفمبر من 2013. وفي عام 2014 قاد سيف الدين الهجوم على سجن حلب المركزي وقتل أثناء محاولات اقتحام السجن. 4- تنظيم جند الشام وأجناد القوقاز: تعد من التنظيمات القليلة -على خلاف التنظيمات الثلاثة الأخرى- التي استطاعت الحفاظ على استقلالها، وابتعدت عن شبكة التحالفات التي سعت إليها التنظيمات الأخرى، مع الإبقاء على التنسيق المستمر مع جبهة النصرة وتنظيم داعش. جاء ذلك في محاولة لتفادي التورط في الصراع بين الجماعات الجهادية وخاصة جبهة النصرة وتنظيم داعش. إضافة إلى ما سبق، ثمّة أعداد أخرى من القوقازيين ينضوون في مجموعات صغيرة تضم خليطاً من المهاجرين ك «كتيبة الإمام البخاري» الأوزبكية، وتنظيم «جند الأقصى». وتضم هذه المجموعات قرابة 500 قوقازي ينشط في ريف إدلب. يرى كثير من المتابعين الروس، أنه بعد ثلاث سنوات من التدخل الروسي في سوريا والذي ساهم في دعم النظام السوري لاستعادة كثير من الأراضي التي كان يستولي عليها تنظيم داعش وتصدع كثير من المجموعات القوقازية، غير في مسار الإرهاب الذي كان مخططا له أن يكون جسرا موصولا من دمشق مرورا بالعراق، وصولا إلى دول الاتحاد السوفياتي (السابق).