ذكر المركز الوطني للطب البديل والتكميلي أن معدل انتشار استخدام ممارسات ومنتجات الطب التكميلي والشعبي بين مرضى السكري في المملكة هو 32.18%، جاء ذلك في نتائج دراسة التي أجراها المركز. وأوضحت الدراسة أن العلاج بالأعشاب الطبية هو الأكثر شيوعًا بين مرضى السكري، ويليه العلاج بعسل النحل والحجامة واستخدام المكملات الغذائية، فيما بينت الدراسة أن شيوع استخدام الأعشاب الطبية والعلاجات التكميلية بدون أي استشارة طبية. وخرجت الدراسة بتوصيات عديدة أهمها ضرورة سؤال الأطباء لمرضى السكري عن أي استخدام لممارسات الطب الشعبي والتكميلي في كل زيارة، كذلك الحاجة لزيادة معرفة الأطباء فيما يتعلق بممارسات ومنتجات الطب التكميلي والشعبي من حيث المأمونية والتفاعلات الدوائية، موضحة أيضا أن أهمية إدراج التعريف بممارسات الطب الشعبي والتكميلي في برامج تعزيز الصحة والتعليم. » تجارب الإنسان وأوضح استشاري وأستاذ أمراض القلب وقسطرة الشرايين والتصوير النووي والطبقي، د. خالد النمر، أنه عندما يقال «الطب البديل» فلا يقصد به طب الأعشاب فقط وإنما يشمل «اليوغا، الإبر الصينية، المساج، الاسترخاء، العلاج بالحمية أو بالفيتامينات، العلاج بالغذاء على حسب نوعية الأجسام، العلاج عن طريق العمود الفقري، والأعصاب، التخلص من السموم بطريقة معينة، العلاج بالروائح والزهور... الخ». وذكر د. النمر أن للطب البديل دورا مهما في تطور الطب الحديث فأغلب الأدوية الحديثة في مجال الطب تعتبر الابن الشرعي لطب الأعشاب القديم، حيث كان مصدرها تجارب الإنسان القديمة بين الخطأ والصواب، ولم يكن لديه التقنية التي تمكنه من معرفة المركبات الكيميائية للعشبة وأضرارها ومنافعها على المدى القصير والبعيد، ولم توجد كذلك الخيارات البديلة لتلك الأعشاب. » مكمل للطب وأشار د. النمر إلى أن الطب البديل مكمل للطب الحديث، ويهدفان إلى خدمة المريض وعلاجه، فيما المحك الحقيقي كيفية الإثبات علميا وبالدليل القاطع أن فائدته أكبر من ضرره، وأن مصادره معتمدة ووثقت فعاليتها عالميا على آلاف الأشخاص، وأنه تمت مراقبة حدوث الآثار الجانبية النادرة وغير النادرة للدواء على مدار عشرات السنين، ومدى حدوث أي تفاعل مع الأدوية الأخرى التي يأخذها المريض لأمراض أخرى. وأضاف: هناك تسويق في جميع وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية على درجة عالية للأعشاب في جميع دول العالم بدون استثناء، ساهم في ذلك عدم فاعلية المراقبة الطبية للمرضى بعد أخذ هذه الأدوية، فالمريض يأخذ العشبة من أي محل أعشاب في السوق على مسؤوليته، ولا يتم مراقبة مضاعفات تلك العشبة لدى جميع المرضى، ولا تبلغ إلى مركز مسؤول ومتخصص يجمع تلك المضاعفات عن تلك العشبة، حيث يوضح المضاعفات والمحاذير أو يبين صلاحيتها. » مفهوم خاطئ وأكد د. النمر أن هناك كثيرا من الناس يعتقدون أن الأعشاب كلها غير ضارة لأنها طبيعية، والحقيقة أن ذلك مفهوم خاطئ لأن بعض الأدوية والأعشاب سموم، فهي تؤخذ على قدر الحاجة التي تقدر بقدرها، وبعض الأطباء يحاول الجمع بين الطرفين فينصح المريض بعدم ترك الدواء وإذا أراد المريض استخدام الأعشاب فيمكن الجمع بين الاثنين، وهذا الرأي ليس صحيحا على الإطلاق، حيث قد يسبب ذلك العشب تفاعلاً ضاراً مع الأدوية التي يأخذها المريض.