(الطب البديل) حقيقة وواقع يجب التعامل معه في جميع دول العالم… شاء من شاء وأبى من أبى!! ولا يمكن أن ينجح الطب الحديث في أداء رسالته ما لم يتعاون مع الطب البديل لما فيه صالح البشرية… ولذلك نشأ مفهوم الطب التكميلي في كليات الطب الغربية… وهي بلا شك من يقود الطب الحديث في هذا القرن. وعندما نتكلم عن الطب البديل فلا يُقصد به طب الأعشاب فقط، وإنما يشمل: الإبر الصينية، المساج، الاسترخاء، العلاج بالحمية أو بالفيتامينات، العلاج بالغذاء على حسب نوعية الأجسام "الايروفيدي"، العلاج عن طريق العمود الفقري والأعصاب وعلاقتها بالجسم "الكايروبراكتر"، التخلص من السموم بطرق معينة، العلاج بالروائح والزهور… إلخ… ولقد كان للطب البديل دور مهم في تطور الطب الحديث، فأغلب الأدوية الحديثة في مجال الطب تعتبر الابن الشرعي لطب الأعشاب القديم، حيث كان مصدرها تجارب الإنسان القديمة بين الخطأ والصواب، حيث لم يكن لديه التقنية التي تمكنه من معرفة المركبات الكيميائية للعشبة وأضرارها ومنافعها على المدى القصير والبعيد، ولم توجد كذلك الخيارات البديلة لتلك الأعشاب. والطب البديل مكمل للطب الحديث، ويهدفان إلى خدمة المريض وعلاجه، والمحك الحقيقي هو ما يثبت علميا بالدليل القاطع أن فائدته أكبر من ضرره من مصادر معتمدة وموثوقة عالميا، ووثقت فاعليتها على آلاف الأشخاص. وبلا شك أن هناك تسويقا – في جميع وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية – على درجة عالية للأعشاب في جميع دول العالم من دون استثناء، ومما أسهم في ذلك عدم فاعلية المراقبة الطبية للمرضى بعد أخذ هذه الأدوية… فالمريض يأخذ العشبة من أي محل أعشاب في السوق على مسؤوليته، ولا تتم مراقبة مضاعفات تلك العشبة لدى جميع المرضى، ولا تبلغ إلى مركز مسؤول ومتخصص يجمع تلك المضاعفات عن تلك العشبة، حيث يوضح للعامة المضاعفات والمحاذير أو يبين صلاحيتها… وسنضرب أمثلة لتفاعل بعض الأعشاب مع الأدوية: وأخيرا فإننا ننصح مرضى القلب بعدم تناول أي نوع من الأعشاب إلا بعد أخذ رأي الطبيب المعالج، ومناقشة المنافع والمضاعفات الجانبية المحتملة من أخذ تلك العشبة، وما هي احتمالية تفاعل المواد الكيميائية في تلك العشبة مع الأدوية الأخرى التي يأخذها المريض.