وضعوا في الغرب أحجية (فزورة) تقول: أيهما جرى اختراعه أولا، الخبز الشرائح أم الحماصة؟. والجواب المتفق عليه هو أن الحماصة كانت الأولى. يعود تاريخ خبز التوست إلى مصر القديمة منذ حوالى 6000 سنة، حيث كان يلجأ المصريون إلى تحميص الخبز كسبيلٍ للمحافظة عليه. نشر بعدها الرومان فكرة التوست في أوروبا، بريطانيا قبل أن تصل إلى أمريكا. وتأتي كلمة «توست» من الكلمة اللاتينية "Tostum" التي تعني الحرق وبالتالي فإن معنى التوست هو «الخبز المحروق». كان يحمص التوست في القدم عبر إمساكه فوق النار أو عبر وضعه على حجرٍ ساخن قبل أن يتم اختراع محمصة الخبز الكهربائية. والجديد ليس تصنيع الخبز على شكل شرائح، بل إننا استعذبنا أنواعا من الأرغفة جاء لنا حبها من الغرب، مثل الدونات والكروسان وأشكال أخرى كالتى تبدو على شكل أبو جلمبو. شخصيا لا أنجذب إلا إلى الخبز الذي اعتدنا أن نسميه خبزا، حديثا ولغة وتعريفا. لا أحب الخبزة إلا بشكلها الدائري، ويكفيها ذوقا ما تناوله الأدب العربي عنها وعن شكلها الجذاب. قال ابن الرومي: - ما أنس لا أنس خبازا مررتُ به • • • يدحو الرُقاقة وشك اللمحِ بالبصرِ ما بين رؤيتها في كفه كرة • • • وبين رؤيتها قوراء كالقمرِ إلا بمقدارِ ما تنداح دائرة • • • في صفحة الماء يُرمى فيه بالحجرِ والجانب العملي للحماصة هو جعل الخبز هشا. وشاعت طرفة عند الغربيين تقول إن من اخترع الحماصة لم يكتف بدور الخباز.!، أو هو يرى أنه (أي الخباز) لم يؤد ما يجب عليه. وتسمية الخبز المغلف بشكل مربعات (توست) تسمية خاطئة، لأنه لم يُصبح (توست) بعد!!. ومجتمعنا - كما أُشاهد - يستعمل الحماصة حتى ولو لم يكن لديه الخبز الذي يتواءم مع تصميم فتحاتها. فنجد البعض يلتزم بالرغيف المدور، وعند الوجبة يقسمه إلى نصفين كي يدخل في التجويف المخصص لنوع آخر من الخبز. المهم تحميص الرغيف. وتردد كلمة (حمس) بالعامية أي تقمير. وجاءت في الشعر النبطي: قال محمد العبدالله القاضي رحمه الله: - احمِس ثلاثٍ يانديمي على ساق. ريحه على جمر الغضا يفضح السوق ودخل الخبز ذو الشكل المستدير مطاعم بريطانيا، وسموهُ خبزا عربيا Arabic bread. وتجاوز اقتناص ود المستهلك العربي حدوده فقامت فنادق الدرجة الممتازة فى أوروبا بجلب خباز أو خبازة، وصمموا له أو لها تنورا يقوم بتأمين الخبز الحار، ساعة افتتاح المطعم.. يعترض طريق الذاهب إلى المطعم، كي يظهروا للزبون العربي أن شهيته فوق كل اعتبار..!!، رغم امتعاض دعاة مكافحة التلوث البيئي.