¿ ما الصداع المزمن؟ - كي يشخص المريض أنه يعاني من صداع مزمن يستلزم الأمر وجود صداع لأكثر من 15 يوما في الشهر، وذلك لمدة 3 شهور على الأقل، حيث يقدر عدد المصابين في العالم بهذه الشكوى بحدود 4 - 5% من سكان الأرض. ¿ ما الأسباب المحتملة للصداع المزمن؟ - هناك عدة أسباب للصداع المزمن، فيما يلي أهمها: «الصداع التوتري» وله صفات معينة من حيث توزيع الألم على قمة الرأس وعلاقته بالحالة النفسية، إضافة لوجود أعراض أخرى كالقلق والتعرق الشديد واضطراب في التنفس ونبضات القلب. كما أن الصداع المزمن يكون ناتجا عن «الصداع النصفي» الذي من صفاته المحددة وجود تاريخ مرضي للإصابة به في السابق، وكثيرا ما يصيب جانبا من الرأس ويصاحبه شعور بالرغبة في القيء أو الإصابة بالقيء، وهاتان الحالتان هما من أهم أسباب الإصابة بالصداع المزمن. يضاف إلى ذلك «الصداع العنقودي» وهي نوبات ألم شديد في جانب الرأس تأتي فجأة في وقت محدد (عادة في الليل) وتبقى فترة ساعات وتذهب لتعود بشكل مفاجئ، وتستمر هذه النوبات يوميا لعدة أسابيع وتختفي لفترة 6 شهور أو سنة لتعود مرة أخرى. ¿ هل هناك حالات أخرى للصداع؟ - هناك حالات أقل شيوعا من ضمنها: «صداع شق الرأس المستمر» وهي حالة نادرة من الألم المستمر في جهة واحدة من الرأس يصاحبها احتقان في الأنف وحمرة في العين ودموع كثيرة وتورم في الجفون وكثيرا ما يكون الألم شديدا جدا، وهناك أيضا ما يعرف ب«الصداع الناتج عن سوء استخدام الأدوية» حيث يسبب استخدام بعض المسكنات صداعا شديدا، وتعتبر حالة صعبة العلاج وقد يقتضي الأمر إدخال المريض إلى المستشفى وإيقاف كل الأدوية المسكنة ومراقبته. ومن الحالات أيضا «الصداع الناتج عن اضطرابات النوم» ويعاني منها عادة الذين يعانون من السمنة والشخير أثناء النوم الذي يسبب لهم نوما متقطعا، مما يؤدي للشعور بالإعياء في اليوم التالي. ¿ كيف يتم تشخيص الأنواع المختلفة من الصداع؟ - تشخص الحالة من قبل الطبيب المعالج سريريا، حيث يتم إجراء فحص خاص للتنفس أثناء النوم وتنخفض شكوى المريض بعد تناول العلاج المناسب وهذا يشمل إنقاص الوزن، وإعطاء المريض جهازا خاصا للتنفس أثناء النوم. ¿ ماذا تحتاج لتشخيص سبب الصداع؟ - في معظم الأحيان يكفي التشخيص السريري (القصة المرضية والفحص السريري) لتشخيص الحالة، ولكن هناك حالات يحتاج الطبيب لتصوير الدماغ بالأشعة الطبقية أو الرنين للتأكد من عدم وجود أورام دماغية، فمثلا اضطرابات النوم تحتاج لمختبر النوم لإثبات التشخيص. ¿ هل هناك حاجة لعمل تخطيط الدماغ؟ - لا داعي لذلك إلا في حالات نادرة، كأن تصاحب الشكوى نوبات فقدان أو اضطراب في الوعي. ¿ ما العلاج؟ - يتوقف العلاج على معرفة السبب الأساسي للشكوى، ف«الصداع التوتري» يعالج بمضادات الاكتئاب أو تبيان السبب المباشر، فيما «الصداع المزمن» الناتج عن «الصداع النصفي» يعالج بأدوية أخرى . كشف أستاذ جراحة المخ والأعصاب بكلية طب القصر العيني د.محمد لطفي أن 4 إلى 5٪ من سكان الأرض يشكون الصداع المزمن، وأوضح خلال حواره مع «اليوم» أبرز أعراضه وأسبابه وأنواعه، وكيفية تشخيصه والعلاج المناسب لكل نوع منه.