شهد السوق الشعبي بمحافظة النعيرية إقبالا متزايدا من الزوار طيلة أيام الإجازة الماضية من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج وغيرهم من السياح الأجانب، وانتعشت حركة المبيعات في السوق لمختلف المعروضات والمنتجات الشعبية كالسمن والإقط وغيرها من صناعات حياكة السدو ومقتنيات أهل الإبل والبادية، كما كان للساحة المخصصة في السوق لعرض «الفقع» نصيب أيضا من الإقبال حيث يهتم رواد السوق بشراء الفقع أثناء تجولهم في الموقع، بأسعار متفاوتة تبدأ من 250 ريالا لكرتون الفلين الصغير ويرتفع السعر بحجم الكرتون وزيادة الوزن، في حين كان الإقبال مماثلا للسمن البري الذي يباع الكيلو منه ب 150 ريالا ويختلف لونه ما بين الأصفر والأخضر لاعتماده في ذلك على خلطات البهارات المضافة في آخر التصنيع، وتذكر إحدى البائعات في السوق من الأمهات الكبيرات في السن أن الإجازة الربيعية تعتبر ذروة الموسم لكثرة إقبال الزوار على المحافظة والتنزه في مخيماتها الشتوية، مبينة أن هؤلاء الزوار يجعلون من زيارتهم للسوق أمرا رئيسيا باعتباره معلما سياحيا يضعونه ضمن أهم المواقع التي يزورونها، وأوضحت أن السمن والإقط يحظى بشعبية كبيرة واهتمام من هؤلاء الزوار، فيكون الطلب مرتفعا على شرائه بكميات مختلفة، مشيرة إلى أن الأسعار تبدأ بحسب الحجم من 25 ريالا للكيس الصغير إلى 150 ريالا للكيس الكبير، وأضافت: كذلك يشتري الزوار الزينة من أعمال السدو وأدوات الإبل المعروفة (القلائد والجنايب والشمايل)، وهي متوفرة في جميع أركان السوق الشعبي وبأسعار متقاربة، ويحرص الآباء من كبار السن على شراء أدوات الإبل سواء لاستخدامها أو إهدائها للأصدقاء والأقارب، وأوضحت أن السوق يظل مستمرا في استقبال الزوار بشكل يومي خلال الفترتين الصباحية والمسائية، وتنشط حركة الإقبال خلال الأيام المقبلة يومي الجمعة والسبت، في حين تهدأ منتصف أيام الأسبوع بشكل نسبي. من ناحية أخرى، أشاد أحد الزوار بالسمن البري والإقط في سوق النعيرية الشعبي، وأكد أنه حريص على شراء هذه المنتجات الشعبية عند زيارته للنعيرية في كل موسم، وذلك لما يتميز به السمن البري والإقط من جودة في الطعم والصنع، لافتا إلى أن بعض الزوار يشترون هذه الأصناف لأنفسهم أو يقدمونها هدايا لأقاربهم، خاصة من كبار السن الذين يستمتعون بتناول هذه المنتجات، لما يعيد إليهم شيئا من ذكريات الماضي والحياة قديما. ويعتبر سوق النعيرية من أشهر الأسواق الشعبية على مستوى المنطقة الشرقية، وأحد أهم المعالم السياحية بالمحافظة لاحتضانه إرثا تاريخيا يحكي صورا مختلفة عن حياة أهل البادية، وما كان يستخدم من مقتنيات وأدوات ومنتجات لا يستغنى عنها قديما.