دومًا أشعر بأنني فاشلة في تسجيل وتدوين لحظات الفرح التي تعتريني وتمنحني سعادة وقتية.. هناك عمرٌ مضى، أحاول أن أفعل فيه شيئًا وأفشل! ربما لأن اللحظة قصيرة جدًا، أقع بين مطرقتها وسندانها.. إما تدوينها أو الاستمتاع بها.. وغالبًا ما أختار الأخيرة.. وبعد أن تنجلي اللحظة سريعًا، أحاول استرجاعها والتمتع بلذتها.. تأبي ذاكرتي اجترار لقمة فرح تمّ مضغها وابتلاعها.. اليوم، قرَّرتُ محاولة جديدة.. قد تكون انبثاقة أمل أو ولادة فرح.. جنين اقتضى حمله سنوات ولم يحِن مخاضه.. هو كالغيمة أو أجمل، سحابة مثقلة بالحب والوجع معًا.. وبينهما جرعة ألم غير مسموح التصريح بها أو التحدث عنها.. مؤقتًا، سأودع ذلك الحزن الذي يسكنني، واعتدته.. سأنقله إلى ذاكرة أخرى.. وسأُودّعه إلى حين لقاء.. لا أعرف كم سنفترق، أو كم سيكون عمر فرحتي تلك.. ولكنني موقنة بأنها محدودة بزمن قد يشبه فرحة سابقة تسرّبت من بين يديّ ذات عمر.. منال جمجوم