تعد شركة سابك من أكبر الشركات البتروكيماوية العالمية من حيث حجم استثماراتها وتعدد منتجاتها البتروكيماوية الصناعية، حيث بلغ رأس مال استثماراتها في مجال البتروكيماويات أكثر من 75 مليار ريال، بعدما أضافت لها رأس مال استثمار جديدا عندما استحوذت على شركة البلاستيك من جنرال الكتريك قبل 12 عاما. وقد بلغت قيمة استحواذ سابك على شركة البلاستيك حوالي 45 مليار ريال. وتعود الرغبة في بيع شركة البلاستيك عندما كان جاك ولش رئيساً تنفيذياً لجنرال الكتريك قبل تقاعده في عام 2000م، حيث اقترح على الرئيس التنفيذي الذي خلفه على إدارة الشركة بيع وحدة البلاستيك. بلا شك هناك مؤشرات قوية على أن الاقتصاد العالمي سيتعافى وسيزداد الطلب على البترول والبتروكيماويات والبلاستيك ما يجعلنا متفائلين بمستقبل مشرق لسابك القريبة إلى قلوبنا، حيث توظف المواطنين وتطور اقتصادنا وتساهم في إجمالي الدخل الوطني بما تجلبه للحكومة والمساهمين من أرباح تعود على الوطن بالخير الكثير. ستبقى سابك أسطورة صناعة البتروكيماويات في العالم مهما تراجع الطلب على منتجاتها لأنها استطاعت أن تتحول من شركة محلية إلى شركة عالمية. نعرف طموحات سابك التي ليس لها حدود ونترجم كل كلمة تصدر عن رئيسها التنفيذي، لكن يجب أن يكون الاستحواذ على شركات عالمية ذات علاقة بالبتروكيماويات وأن يكون التوسع أفقياً وليس عمودياً. عندما تستمر الاستحواذات وتتعدد الثقافات المتباينة في الشركات المستحوذة تبدأ التكلفة في الارتفاع ما يقلص الأرباح، بل ويأكل نسبة كبيرة من رأس المال إذا لم تعالج الأسباب التي أدت إلى تراجع الأرباح. قيمة عملية الاستحواذ كانت عالية جداً سواءً من حيث تكلفة الشراء أو تمويلها من المؤسسات المالية الأجنبية ما يقلص العائد على الاستثمار. التكامل الأفقي الذي تبحث عنه شركة سابك ليس في استحواذها على شركة البلاستيك لأنه تكامل أفقي. للاستحواذ على الشركات سلبيات كثيرة لا يمكن حصرها في مقال صحفي قصير، لكنها بصفة عامة تفشل في تحقيق الأهداف من الاستحواذ لأسباب عديدة منها المبالغة في قيمة الاستحواذ وتمويله وتباين الثقافة المؤسسية للشركة المستحوذة والشركة المستحوذ عليها، خاصة عندما تكون الثقافة المؤسسية لموظفي الشركة المستحوذ عليها تنتمي للشركة الأم وهي في هذه الحالة شركة جنرال الكتريك. لا أقلل من شأن وثقافة الشركة المستحوذة التي تنتمي لجنسية وثقافة مختلفة عن شركة جنرال الكتريك، لكنها حقيقة لا يمكننا تجاهلها. سابك بلاستيك تؤثر على إجمالي إيرادات وأرباح سابك للبتروكيمايات؛ لأن رأس المال المستثمر في البلاستيك يساوي مرة ونصف المرة من إجمالي استثمارات سابك في البتروكيماويات. وكما هو معروف لدى المتخصصين في المحاسبة والتمويل أن نسبة الديون إلى الأصول يجب ألا تتجاوز 40% من رأس المال المستثمر حتى لا تؤثر على التزامات الشركة ونموها، لكن هذه النسبة بلغت حوالي 150% في استحواذ سابك على شركة البلاستيك. وسيستمر التأثير النفسي لسابك على بقية الأسهم لأن المتداولين يربطونها بمؤشر الأسهم منذ وقت طويل، بحيث لا يستطيع متخصص في علم النفس تخليصهم من هذا الارتباط النفسي. السواد الأعظم من المتداولين يعتقدون أن السوق هو سابك فإذا ارتفعت قيمة سهمها ارتفعت قيمة بقية الأسهم سواء كانت هذه الأسهم في المؤشر لشركات رابحة أو خاسرة.