أكدت كل من شركة الصحراء للبتروكيماويات والشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات (سبكيم)، أخيرا، استئناف المفاوضات الخاصة بعملية الاندماج المحتمل بينهما، وهو ما أرجعته الشركتان إلى التغييرات الأخيرة في اللوائح التنظيمية ذات العلاقة. ولتوضيح بعض ما يمكن أن ينتج عن هذا الاندماج وما قد يكون عائقا في طريق اكتماله رصدت وحدة التقارير المالية ب«اليوم» أهم ستة عوامل تهم المساهمين في عملية الاندماج. والكيان الجديد قد يُمكن الشركتين من التوسع في المشاريع البتروكيماوية، لأخذ مكان بين الشركات الكبرى في المجال، وربما يدفع ذلك العديد من الكيانات الأصغر إلى تكرار التجربة، كما سيكون محفزا لإتمام مثل هذه العمليات ليس فقط في قطاع البتروكيماويات بل في غيره من القطاعات. مرتبة رابعة بعملية إحصائية عن حجم حقوق المساهمين في شركات البتروكيماويات ال15 المدرجة بالسوق السعودي، وجدنا أن الكيان الناتج عن اندماج كل من (سبكيم) و(الصحراء) في حال اكتمال عملية الاندماج سيكون بالمرتبة الرابعة من حيث رأس المال (8.06 مليار ريال)، وذلك بعد كل من سابك وكيان وبترورابغ، كما سيحتل المرتبة ذاتها من حيث حقوق المساهمين (10.9 مليار ريال) بعد كل من سابك وينساب وكيان، بينما كانت الشركتان تحتلان المرتبتين التاسعة للصحراء وال11 لسبكيم من حيث رأس المال، وال11 والعاشرة للشركتين من حيث حقوق المساهمين على التوالي. مكانة متوسطة سيكون الكيان الجديد في المرتبة السابعة بين 14 شركة «في حال تم الاندماج» وذلك من حيث إجمالي الأصول والتي ستصل حينها إلى 21.99 مليار ريال، كذلك سيكون في المرتبة ذاتها من حيث المطلوبات بقيمة 9.57 مليار ريال، بينما كانت الشركتان تحتلان مراتب ما بين التاسعة وال11، وسيساعد ذلك على تخفيض نسبة الالتزامات إلى الأصول وهي تشير إلى قدرة الشركات على تسديد مديونياتها لتصل إلى 43.5% وهي نسبة متوسطة بالنسبة لباقي شركات القطاع، بينما هي حاليا في سبكيم عند 56.2%، وفي الصحراء عند 8.6%. تكامل في المنتجات من خلال إلقاء نظرة على الشركات التابعة لكل من سبكيم والصحراء نجد أنها تنتج مزيجا متجانسا من المنتجات، والتي يكمل بعضها البعض في أغلب الأحيان، ويختلف في أحيان أخرى، إلا أن الشركتين لا تنتجان نفس الشيء، وهو ما يعطي ميزة تنافسية جيدة من التنويع في الأنشطة التشغيلية وبشكل ملحوظ في حالة الاندماج. لدى الشركات وحدات لتسويق وبيع منتجاتهما مما ينتج عنه كيان تسويقي جيد في حالة الاندماج، حيث كل وحدة لها خبرة في تسويق أنواع معينة من المنتجات. العديد من الشركات التابعة هي بالشراكة مع كيانات أخرى، مما يفيد في تنوع الشركاء وهو ما قد يكون في مصلحة المستثمرين أو المساهمين، حيث كلما تعددت المجالات قلت المخاطرة. كبار الملاك بالشركتين لدى الشركتين ميزة جيدة حيث يدعمهما كيانان كبيران، وهما مجموعة الزامل والمؤسسة العامة للتقاعد، وبعد الاندماج سوف تتعاظم نسب الاثنين بالكيان الجديد مما يجعلهما أكثر حرصا على دعمه. وعلى الرغم من أن رئيس مجلس إدارة الشركتين واحد وهو المهندس عبدالعزيز عبدالله الزامل، إلا أننا نلاحظ أن هناك 11 عضوا في كل شركة مختلفون تماما عن أعضاء مجلس إدارة الشركة الأخرى، وهو ما سيكون فرصة للكيان الجديد لاختيار مجلس إدارة قوي من بين 22 عضوا. متطلبات الاندماج الاندماج الذي تسعى له الشركتان عادة ما يكون عن طريق أن تقوم إحدى الشركتين بإصدار أسهم لملاك الشركة الأخرى، وفي حالة سبكيم والصحراء نجد أن رؤوس أموالهما متقاربة، كذلك الشركتان متقاربتان من حيث حجم الموجودات، وبالتالي من الممكن أن تقوم أي منهما بعملية الاندماج مع الأخرى. وعملية الاستحواذ تحتاج أيضا إلى تحديد الشركة المستحوذة، ومن ثم تكون الأخرى هي المستحوذ عليها، وتحديد المقابل المتنازل عنه لإتمام عملية الاستحواذ، وهو ما يلزم تحديد القيمة الدفترية والقيمة العادلة لصافي أصول الشركة المستحوذ عليها، وتحديد قيمة الشهرة بالإضافة إلى كل ذلك لابد من الموافقات التنظيمية والرسمية. وعملية الاندماج غالبا ما ستصب في مصلحة الشركتين والقطاع البتروكيماوي عموما، وهناك بعض الأمور التي تتوقف عليها عملية الاندماج ومنها: المزايا التي ستقدمها الشركة المستحوذة للشركة المستحوذ عليها، سواء في سعر السهم أو الإبقاء على الموظفين أو غير ذلك، بالإضافة إلى موافقة المساهمين خاصة من الجانب الحكومي من الشركتين.