» نتائج مبهرة وتقول الحارثي: حصلت على بكالوريوس العلوم تخصص كيمياء في جامعة الملك عبدالعزيز، وماجستير في التربية تخصص تقنيات التعليم، ودكتوراة في علم المعلومات تخصص إدارة المعرفة، وكان لدينا مقرر طرق التدريس وكنا نطبق ما تعلمناه في المدارس من خلال التدريب العملي، وعندما لاحظت عدم اهتمام الطالبات بمقرر العلوم، ومللهن من الدراسة، وشرودهن الذهني ونسيان المعلومات، قررت أن أدرسهن بطريقة مختلفة محببة لديهن، فكانت قصص الخيال العلمي. وفوجئت حينها بنتائج مبهرة من نشاط الطالبات، وانجذابهن للدرس، وثبات المعلومات، وحبهن للمقرر، حيث يعتبر الخيال العلمي نوعا من الفن الأدبي، وهي قصة خيالية مبنية على الاكتشافات العلمية والتغيرات البيئية يتم فيها تجسيد الأحداث والظواهر والمعلومات بصورة تنمي الخيال لدى الطالبات، حتى أن طالبات الفصل الثاني اللاتي لا أدرسهن أحضرن كراسيهن للفصل للدراسة بنفس الطريقة، حينها قررت أن أحول المنهج بالكامل إلى قصص الخيال العلمي، وألفت 42 قصة خيال علمي للمنهج كامل وكنت حينها في العشرين من عمري. » عالم ريادة الأعمال وأضافت الحارثي.. عرضت القصص على المسؤولين لتصبح متاحة للطلاب، وكتبت تقريرا بكامل الفكرة، ولكن دون جدوى، وصممت برمجية ذاتية التعلم لقصص الخيال العلمي الإلكترونية، وكانت الصعوبة التي تواجهني هي رسم القصص، حيث إنه مكلف ماديا، وصممت دليلا إرشاديا لتقنيات المعلومات اللازمة؛ لدعم عمليات إدارة المعرفة في المؤسسات وتقدمت لعدة جهات ولكنها رفضت؛ بسبب شرط امتداد التخصص، فقررت حينها الاتجاه إلى عالم الأعمال وريادة الأعمال لإنشاء مشروعي الخاص والذي من خلاله أوجد عملا لنفسي ولمن وقف عائق امتداد التخصص في طريقهن وفي نفس الوقت أحقق حلمي في نشر قصص الخيال العلمي للمجتمع. » القدوة والرسائل العظيمة وتقول الحارثي: تم رسم قصتين من ال 42 قصة، والآن أعمل على رسم بقية القصص، وتكلفة القصة الواحدة 3000 ريال، وبعد الانتهاء من رسم القصص جميعها ستتم طباعتها، ونشرها من خلال مركز الخيال العلمي، وهذا المركز سيقدم قصصا مطبوعة وإلكترونية وطرق تدريس، بالإضافة إلى دورات تدريبية للمعلمين والمعلمات، لتدريبهم على هذه المنهجية، مضيفة إن فكرة المشروع نشأت من الصعوبات التي واجهتها، حيث تعلمت من والدي العلم والطموح والفكر وحب العلم والإخلاص في العمل عند رؤيته عائدا من العمل ببدلته العسكرية وهو يحمل بعض القصص فنتلقى رسائل عظيمة من قائد عظيم، وألهمتني تلك الرسائل لأصبح مثل والدي تماما، ووالدتي هي مدرسة في التربية والعطاء ورثت منها الذكاء والحكمة، والدعم الجديد لمشروعي مؤخرا هو فوزي بجائزتي «أهالينا» و «سيدتي»، مشيرة إلى أن المشروع يخدم رؤية 2030 من خلال تطبيق الواقع المعزز في التعليم، بالإضافة إلى تهيئة بيئة علمية هادفة، وتخللها الكثير من المتعة والفائدة، وتفعيل التكنولوجيا والتقنية بالتدريس.