لماذا دفع الرئيس الليبي السابق معمر القذافي مليارات الدولارات تعويضا لأهالي ضحايا تفجير الطائرة الأمريكية فوق قرية لوكربي بإسكتلندا عام 1988، على الرغم من أن إيران هي الضالع الرئيس في الحادث، بحسب ما كشفه المؤلف الأمريكي دوغلاس بويد مؤخرا، إضافة لما تحدثت عنه صحف بريطانية، وأن طهران كلفت منظمة فلسطينية يقودها أحمد جبريل المتحالف مع الأسد، كما يؤكد بويد لصحيفة «ميل أون صنداي» أنه بعد فترة وجيزة من وقوع الكارثة، نشرت منظمة التحرير الفلسطينية تقريرا من 80 صفحة يزعم فيه أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة بقيادة أحمد جبريل، فجرت الطائرة، بإيعاز من إيران. خبراء تحدثوا ل«اليوم» وألقوا الضوء على الحادثة وتورط نظام الملالي، ودعوا إلى إعادة النظر بقضية لوكربي، والكشف عن كافة ملابساتها والمسؤول عنها. » أدلة جديدة وقال المحلل السياسي الليبي عبدالحكيم معتوق: إن هناك أدلة تؤكد تورط إيران في الحادث، لكن ما أوضحه المؤلف الأمريكي دوغلاس بويد في كتابه الجديد الذي نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية يكشف مزيدا من هذه التفاصيل الموثقة بالوقائع. وأشار معتوق إلى أن محامي القضية دفع بكافة القرائن التي كانت تؤكد ضلوع نظام الملالي، لكن التحريض كان قويا ضد النظام الليبي، ما شكل تهديدا قويا للقذافي الذي وافق على الحل الوسط، بدفع تعويضات للضحايا. وشدد على أن ليبيا تدفع أيضا في المرحلة الراهنة ثمنا جديدا من أمنها واستقرارها بسبب الدور المسموم لقطر وتركيا بدعم جماعات الإرهاب والتطرف. » حقائق دامغة ويرى الباحث السياسي الليبي إبراهيم بلقاسم أن ظهور حقائق جديدة في تفجير طائرة لوكربي يأتي بعد الكشف عن ملفات أخفاها ضباط كانوا مسؤولين عن العلاقات الليبية الخارجية حيث بدأ الحديث عن أسرار كان من الصعوبة إعلانها في فترات سابقة. » شخصيات فلسطينية وأشار إلى أن إيران وشخصيات فلسطينية كانت وراء سقوط الطائرة، لافتا إلى أن فريق التحقيق الدولي الذي كلفه القذافي بمتابعة القضية رأى ضرورة استمرار إجراءات التقاضي بعد التوصل لحقائق دامغة عن تورط طهران وبراءة النظام الليبي، لكن المفاجأة أن نظام القذافي رغم يقينه بأنه لا علاقة له بالتفجير، اختار المفاوضات ودفع التعويضات للنجاة من الضغوط الكبيرة التي كانت تمارس ضده. » جرائم منظمة وشدد بلقاسم على أن ارتكاب إيران جريمة تفجير الطائرة الأمريكية فوق لوكربي، ليس م فاجأة، وكما يرى البعض أنها كانت وراء جرائم المنطقة إذ سعت لتمزيق الوطن العربي وكانت تغذي الحركات المتطرفة والإرهابية الإنقلابية، وتم القبض بالفعل على عناصر إيرانية داخل الأراضي الليبية كانت تدبر مخططات على الرغم من أن القذافي كان أكبر الداعمين لنظام طهران منذ 1979. ويرى رئيس قسم الدراسات الاستراتيجية بالمركز الإعلامي الليبي بالقاهرة محمد فتحي الشريف أن تقارير عدة تؤكد بالفعل تورط وزير الداخلية الإيراني الأسبق علي أكبر موهتشاميبور في التخطيط لحادث لوكربي. » عمليات قذرة وأوضح بلقاسم أن إيران ضالعة على مدار تاريخها في العمليات القذرة، مشددا على أهمية وضرورة إعادة النظر بالقضية، والكشف عن كافة ملابساتها ودور بعض الجهات الاستخباراتية في الإصرار على اتهام نظام القذافي وغض النظر عن المجرم الحقيقي في طهران. ونوه إلى ما يحدث الآن من أعمال إرهابية إيرانية في دول أوروبية وعربية بالاعتماد على مسؤولين ودبلوماسيين بالإضافة إلى أذرعها «حزب الله» في لبنان، و»الحوثي» في اليمن، ومن قبلها حربها ضد العراق كلها تشير إلى أن إيران الخطر الأكبر على أمن واستقرار العرب.