في البداية، أبارك للجميع الإعلان عن موازنة عام 2019م، والتي تعتبر أضخم موازنة في تاريخ المملكة، والتي أكدت أن اقتصاد المملكة يسير بخطى ثابتة وناجحة في مسيرة الإصلاح الاقتصادي، وعكست الجهود المبذولة نحو رفع كفاءة الاقتصاد السعودي لتحقيق أهداف رؤية المملكة كما تم الإعلان عنه منذ ولادة الرؤية في عام 2016م. تشرفت في الأسبوع الماضي باختياري من ضمن وفد خاص في جولة تعريفية تسبق إعلان الميزانية العامة للمملكة، وتضمن الوفد نخبة من المختصين والكتاب الاقتصاديين السعوديين والأجانب من مختلف دول العالم، وأشرف على الجولة وزارة المالية بالتنسيق مع وزارة الإعلام ومركز التواصل الحكومي بالإضافة للمركز السعودي للشراكات الإستراتيجية الدولية، وشملت الجولة زيارة بدأت من غرب المملكة مرورا بشرقها حتى انتهت في عاصمة المملكة والتي شهدت الإعلان عن موازنة عام 2019م، وحضنت الملتقى الضخم «مؤتمر الميزانية» والذي يعتبر منصة لتعزيز الشفافية الاقتصادية في المملكة بمشاركة معالي الوزراء وبحضور نُخب من المختصين من جميع أنحاء العالم. شهدت الجولة زيارات لبعض المشاريع الجبارة في المملكة، وشملت جامعة الملك عبدالله «رحمه الله» وأهم المعالم والمتاحف في الجامعة ومن ثم التجول في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، والتي تفاجأت بضخامتها، والتأثير الذي ستضيفه لاقتصاد المملكة، خاصة أن عدد الفرص الوظيفية فيها سيصل لما يقارب المليون وظيفة عند اكتمالها، ومن ثم زيارة لمركز إثراء في الظهران، والذي أصبح أحد أهم المعالم في المملكة، وذلك قبل الانتقال لحقل شيبة في الربع الخالي، والذي أدهش ضيوف الجولة بجميع جنسياتهم ابتداء من البنية التحتية حتى الوصول لاحترافية الكوادر السعودية العاملين في الحقل، ومن ثم كان الانتقال للعاصمة لزيارة مركز الملك عبدالله للدراسات والبحوث البترولية والقرية الشمسية بالعيينة، ومن ثم زيارة لمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية قبل الانتقال لإحدى محطات مشروع مترو الرياض والذي تمنيت استنساخه في أكثر من منطقة بالمملكة. عند الانتقال من زيارة لأخرى، أرى الدهشة على ضيوف الجولة من ضخامة تلك المشاريع والاهتمام الكبير فيها من حكومة المملكة، ولعلي أذكر أحد آراء ضيوف الجولة من المختصين الأجانب والذي ذكر لي أنه لم يتخيل وجود مشاريع بذلك الحجم والمستوى في المملكة، وتوقعه كان بأن المملكة يقتصر اقتصادها فقط على البترول، وما زادني فخرا حينما أشاد أحد الضيوف بالكوادر السعودية العاملين في تلك المشاريع، مما جعلني أؤكد عليه بأن رسالة سمو سيدي ولي العهد «حفظه الله» عند الإعلان عن رؤية المملكة بأن الثروة البشرية في المملكة تعتبر أهم ثروة قبل أي ثروة أخرى. ما شاهدته في الجولة يجعلني أفتخر وأعتب بنفس الوقت، أفتخر بوجود تلك الصروح والمشاريع الجبارة في المملكة والتي أدهشت ضيوف الجولة خاصة الضيوف الأجانب، وأعتب على عدم تسليط الضوء بالشكل الكافي على مثل تلك المشاريع إعلاميا وبجميع اللغات لجميع أنحاء العالم، وأتمنى أن يتم ذلك بالقريب العاجل حتى نعكس للعالم البعض من مشاريع رؤية المملكة والتنمية الحقيقية المستدامة والنقلة النوعية الكبيرة التي يشهدها الاقتصاد السعودي في الفترة الحالية. ختاما.. من لا يشكر الناس لا يشكر الله، ومن هنا أتقدم بالشكر لمعالي وزير المالية ووزير الإعلام، ولعراب فكرة الجولة المميزة وكيل وزارة المالية الأستاذ يعرب الثنيان وجميع فريق عمله الاحترافي، وقائد الجولة الأستاذ سعود الصقري من المركز السعودي للشراكات الإستراتيجية الدولية، وذلك على جهودهم أثناء الجولة التي أبهرتنا كسعوديين قبل أن تبهر ضيوف الجولة الأجانب من مختلف أنحاء العالم.