اختتم الأسبوع الماضي في عاصمة المملكة المؤتمر العالمي للاستثمار، والذي حمل رسميا عنوان «مبادرة مستقبل الاستثمار 2018»، وذلك بحضور أكثر من 100 متحدث، يمثلون 140 مؤسسة عالمية مختلفة، مؤكدا على مكانة الاقتصاد السعودي عالميا، والذي يشهد له الجميع بأنه مساهم رئيسي في رسم مستقبل الاستثمار العالمي. قبل بداية المؤتمر كانت هناك حملات استفزازية وشرسة من عدة وسائل إعلامية معادية هدفت إلى إفشاله ومقاطعته، وبالرغم من كل الظروف المحيطة نجد أن المملكة ماضية نحو تحقيق مستهدفات الرؤية والإعلان عن مستجداتها بكل شفافية، وهذا ما أكده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله - من خلال المؤتمر، ولله الحمد كان العنوان الأبرز عالميا هو «نجاح الملتقى» وازدياد ثقة العالم في الاقتصاد السعودي. مخرجات المؤتمر كانت مميزة وأصبحت حديثا أساسيا لوسائل الإعلام العالمية، فعملية جذب مئات المليارات من الدولارات من رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار في الاقتصاد السعودي كانت دليلا على نجاح الخطوات السابقة التي تم اتخاذها في إعادة صياغة الاقتصاد السعودي منذ الإعلان عن رؤية المملكة 2030، ونجح المؤتمر في تقديم المملكة كوجهة استثمارية مميزة في المنطقة من خلال تمهيد الطريق لشراكات جديدة تم الإعلان عنها. المؤتمر كان الحدث الأبرز على الساحة في المنطقة والشرق الأوسط، ومن خلال أيامه أستطيع أن أقول إن الاقتصاد السعودي أصبح جاذبا بشكل أكبر للاستثمارات والشراكات العالمية في مختلف الأنشطة الاقتصادية، والاستمرار على هذا النهج سيساهم في إعادة تعريف الإستراتيجية العالمية للاستثمار بالمنطقة، والتي كان ينظر لها بأنها تملك ميزة تنافسية واحدة وهي «النفط». محاولة البعض في إبطاء القفزات الاقتصادية السعودية لن تتكلل بالنجاح أبدا، وبالرجوع لجميع الأسس والإستراتيجيات التي تم العمل عليها خلال السنتين الماضية نجد أن ثقة العالم في الاقتصاد السعودي أصبحت أكبر من أي فترة سابقة، ورؤية المملكة أصبحت بوابة للفرص الاستثمارية الحقيقية والواعدة للكثير من الشركات العالمية في مختلف المجالات، ودليل ذلك استمرار وتسارع دخول الشراكات العالمية للمملكة بدون تردد. المشهد المستقبلي الاقتصادي الذي تحدث عنه ولي العهد - حفظه الله - للشرق الأوسط يعكس المكانة المهمة للمنطقة إستراتيجيا على المستوى العالمي، والأحلام التي صاغها سيدي سمو ولي العهد تجعلنا متفائلين وواثقين أكثر من أي وقت مضى، والأرقام التي استشهد بها عن الاقتصاد السعودي تعكس ثقة أكبر لمستقبل زاهر للوطن، فخارطة الطريق واضحة ومميزة منذ الإعلان عن الرؤية في عام 2016م، والأميز من ذلك نجده في الشفافية بالإعلان عن التطورات الاقتصادية بالأرقام التفصيلية في كل فترة. ختاما.. النقلة الواضحة في الاقتصاد السعودي أثبتت للعالم بأنها شريك أساسي وقوي لأي متغيرات اقتصادية عالمية مستقبلا، ونتائج رؤية المملكة حتى الآن كافية بأن تجعلها محورا مهما وجاذبا للفرص الاقتصادية عالميا.