حينما تفقد الطبقة المتوسطة القدرة المادية على شراء اللحوم الحمراء، وتدعى إلى تغيير نمطها الغذائي قبل عيد الأضحى المبارك الذي تنحر فيه الهدي والأضاحي. ذلك سينعكس بالتأكيد على قيمها والأسعار إجمالا خلال الشهرين الاخيرين من العام الهجري الحالي. المشكلة الأعظم حينما ترتفع أسعار الدواجن والبيض في ذات الوقت إلى قيم غير مسبوقة وفي ظل استمرار ضغط التجار بورقة موسم الحج وارتفاع مدخلات الانتاج، وهذا في اعتقادي سيقود إلى أسقف سعرية أعلى بكثير مما هي عليه الاسعار الآن. مطالبات المقاطعة مسألة لن تجدي في سلع أساسية في نظري للعائلة السعودية وستنعكس بالتأكيد سلباً على التجار وبالتالي الاقتصاد والحركة التجارية في مجملها، ولكن هل حاولنا كأفراد تغيير طرقنا ووسائلنا وقوائمنا الغذائية إن الخطوة التي تم إقرارها بمنع تصدير المنتج المحلي من الدواجن والذي يغطي بحسب المنشور 45 بالمائة من حاجة السوق قد تكون حلا سريعاً وموفقاً، ولكن لنعود إلى أصل المشكلة في عدم امتلاكنا للعنصر الأهم في انتاج الدواجن وتحقيق الاكتفاء الذاتي به، وهو الاعلاف الذي يمثل 70 في المائة من الكلفة الاجمالية لإنتاج الدواجن، ومع ارتفاع أسعارها عالميا قد أتساءل عن ماهية ملف الاستثمار الزراعي الخارجي والمدعوم حكومياً وأين أثره في معالجة أزمة من هذا النوع، خاصة وأننا قرأنا كثيراً عن النتاج المتوقع للقرار في حالات مماثلة! يستغل التجار والمستوردون عادة مثل هذه المواقف لتمرير مطالبات قديمة مثل إلغاء رسوم الاستيراد وايجاد حل لتكاليف التفريغ من الحاويات، وقد تطالب بدعم حكومي إضافي في ظل الأزمة الراهنة، وأتفق شخصياً مع كل خطوة تساهم في توفير السلع الغذائية الأساسية لأفراد المجتمع بأسعار مناسبة وبأي طريقة كانت، ولكن أعتقد أن الحس الوطني لكل فرد وخاصة التجار يجب أن يجعلهم يقدمون أقصى تعاون ممكن لحل المشكلة بالتعاون مع الجانب الحكومي. مطالبات المقاطعة مسألة لن تجدي في سلع أساسية في نظري للعائلة السعودية وستنعكس بالتأكيد سلباً على التجار وبالتالي الاقتصاد والحركة التجارية في مجملها، ولكن هل حاولنا كأفراد تغيير طرقنا ووسائلنا وقوائمنا الغذائية لتجنب حالات مماثلة لمسها الجميع مع ارتفاع اسعار الأرز سابقا والدجاج واللحوم حالياً، أعتقد أننا إذا ما استطعنا تجاوز نمطنا الغذائي الحالي غير الصحي كلياً، فسوف نتجاوز أي إحساس بالخطر من نوع أزمة الدجاج وسنتمكن من التعامل مع الأحداث المماثلة بكل مرونة مستقبلاً. [email protected]