تناول الإعلام المحلي في السنوات الأخيرة الغلاء للعديد من السلع الغذائية وغير الغذائية، وبقي سعر " الدجاج" في حدود معقولة، وخاصة أنه يواجه بمسكنات كثيرة، ومن أبرزها الدعم الحكومي للأعلاف ولمزارع الدواجن، وإذا زاد السعر يكون في حدود لا تثير استياء المستهلكين كما هي الحال مع سلع رئيسية أخرى . لكن الأيام الماضية ارتفعت أسعار الدجاج مدفوعاً بدعوى غلاء شمل أسعار أعلافه وغذائه، وبعض التجار والمزارع والموزعين، تحمسوا لزيادة السعر حتى وهم يبيعون من مخزون سبق شماعة الغلاء لغذاء الدجاج التي عول عليها في هذه الزيادة الأخيرة . وبرز في هذا الشأن، ولأول مرة بالمملكة دعوات تطالب بمقاطعة الدجاج، الذي يسجل حضوراً شبه يومي على مائدة الغالبية العظمى من العوائل السعودية في مختلف المناطق خلال العقدين الماضيين، وكان لوسائل التواصل الاجتماعي ورسائل الجوال عبر برنامج " وتس أب " دور في نشر هذه الدعوات، وواكب ذلك اهتمام من مواقع الكترونية وصحف محلية، وكما واكب ذلك أساليب متنوعة للتندر على شأن مقاطعة الدجاج، وتحدي مابين مؤيد ومعارض وساخر من هذه المقاطعة الأولى من نوعها تجاه الدجاجة "صديقة الأمس" والتي روضها تجارها لتكون عدوة الغد القريب . الدجاج هل يظل «صديق مائدة « السعوديين ؟ البعض يرى في هذه الدعوة للمقاطعة إن نجحت ثورة على المائدة السعودية، وتغيرا جذريا في مكون شبه يومي لها، والبعض يعتقد أنها نزوة مقاطعة عابرة، وبعد نهاية المخزون المجمد في ثلاجات المنازل بيوم أو يومين سوف تمضي هذه المقاطعة في حال سبيلها، ويعود الدجاج للتربع على السفرة، والصبر على زيادة سعره التي وصلت لبعض الشركات الى 4 ريالات في الدجاجة الواحدة، وخاصة أن دعاوى مقاطعة سابقة لم تنجح لكونها جميعاً تقوم بجهود شخصية وعبر شبكة الانترنت، وليس لها أساس ممنهج من جمعيات أو جهات متخصصة برقابة الأسعار وتحقيق توازن يفيد المستهلك بالدرجة الأولى . " الرياض " تحدثت لعدد من العمالة في منافذ بيع الدجاج بأسواق شمال الرياض، الذين نفوا مجرد علمهم بالمقاطعة، وإن كان البعض منهم يلاحظ أن موجة الشراء للمطاعم أكثر من الأفراد، والبعض يؤكد أن الدجاج سيد المائدة ولايزال سعره الأرخص مقارنة باللحوم والأسماك، وأيضا هناك من يعتقد أن السعودي وضع بينه وبين الدجاج علاقة صداقة تجاوزت الحاجة الغذائية للطعام اليومي، وخاصة من الأجيال المتأخرة التي فتحت عينيها على وجبات غداء وعشاء يكون الدجاج فيها حاضراً وبقوة، وتتنوع به الأطباق للوجبات الشعبية والحديثة والسريعة .