أكد الخبير العسكري، قائد حرب درع الجنوب ضد الحوثيين سابقاً، اللواء الركن متقاعد حسين محمد معلوي أن المملكة تحمل على كاهلها مهمة التصدي لإفشال المخطط الإيراني التوسعي في البلاد العربية مما جعل هذا المخطط يتقهقر، مؤكداً أن إيران ستخرج خائبة ومطرودة من البلدان العربية بجهود المملكة والمخلصين من العرب والأصدقاء. وكشف في حوار ل«اليوم» أن استمرار وتأخر إنهاء حرب اليمن يعود لأسباب إنسانية منها الحفاظ على أرواح المدنيين والبنى التحتية لليمن بعد أن اتخذت الميليشيات الحوثية المواطنين اليمنيين دروعاً بشرية بعد تمركزهم في المدارس والمساجد ومنازل المدنيين، مشيرا إلى سعي إيران الدائم لنشر الفوضى في العراق وسوريا ولبنان واليمن لقولبتها وتهيئتها لتكون قواعد انطلاق عدائي مسلح ضد المملكة، بل إن هناك دولا محلية وإقليمية ودولية تتماهى مع السياسات التوسعية الإيرانية لأنها تعتبرها حليفا إستراتيجيا على المدى البعيد تحقق لها ما لم يكن لهذه الدول أو القوى في الحسبان.. وإلى نص الحوار: » جيوش الخليج ٭ كيف ترى التقدم العسكري في حرب اليمن؟ وقوة الجيوش الخليجية لحماية أراضيها؟ - التقدم العسكري ساهم بتحرير أكثر من 85% من الأراضي اليمنية بانتزاعها وتطهيرها من يد الحوثيين بواسطة قوات الشرعية ومساندة قوات التحالف، والتحالف العربي بقيادة المملكة يدعم ويساند ويدرب الجيش الوطني والمقاومة الشعبية اليمنية، والقدرات العسكرية لجيوش مجلس التعاون قبل وأثناء عاصفة الحزم تؤهلها لأن تحقق تقدما مميزا ولافتاً في حرب عاصفة الحزم باليمن، فهي تمتلك قدرات تسليحية وعددية ومستويات تدريبية وتأهيلية عالية جعلتها تنجز الكثير من مهامها وأهدافها العسكرية بنجاح. » تحالفات مريبة ٭ تشهد المنطقة تحالفات ظاهرة ومخفية بين قطر وعدد من الدول والميليشيات، التي تهدف لزعزعة الأمن وبث الفتنة في دول الخليج، كيف ترى مواجهتها ودحرها؟ - لم يعد هناك أي شيء مخفٍ وغير علني أو سري، فالثابت أن التحالف بين قطروإيران والحوثيين وحزب الله والإخوان والحشد الشعبي وتركيا هو تحالف حقيقي، حيث إنهم جميعا يلتقون في نقاط تقاطع المصالح السياسية والاقتصادية والمذهبية سواء كان ذلك الالتقاء على المستوى التكتيكي أو المستوى الإستراتيجي، أما أهداف ذلك التحالف فهو إثارة الفتن والحروب لزعزعة الأمن والاستقرار في دول الخليج العربي خاصة، وزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد العربية بشكل عام لخدمة الأهداف التوسعية والمذهبية لإيران ولخدمة مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذي تسعى تركيا بموجبه لاستعادة هيبة ومكانة الدولة العثمانية، أما مواجهة هذا المشروع ودحره فلن يتم ذلك إلا بهزيمة إيران وأتباعها في اليمن وتقليم أظافرها في العراق وسوريا ولبنان وضرب أذرعها العسكرية وميليشياتها في كل مكان . » تقدم الشرعية ٭ مر على حرب اليمن عدة سنوات، كيف ترى تقدم دول التحالف في هذه الحرب؟ - يؤسفني القول إن التقدم كان بطيئا لأسباب سياسية وعسكرية وإنسانية وغيرها، وكنت أتمنى ألا يمر هذا الوقت إلا وشعب اليمن ينعم بالأمن والاستقرار ليتدبر شؤون حياته اليومية ويعيش مثل غيره من الشعوب بأمن وسلام ورخاء. » الوضع الإنساني ٭ لماذا كان التقدم بطيئا لقوات التحالف وقوات الشرعية في اليمن، وما هي الأسباب؟ - هناك أسباب كثيرة بعضها مبرر وبعضها غير مبرر، ومن هذه الأسباب المبررة الوضع الإنساني في اليمن، حيث إن قوات الشرعية والتحالف لا تريد إلحاق الضرر بالمدنيين ولا بالبنية التحتية لليمن، كما يفعل الحوثيون الذين يهدمون المنازل والمساجد ويقتلون مَنْ يخالفهم من المدنيين أو يعتقلونه، أما الأسباب السياسية التي أخرت حسم الحرب، فهي الضغوطات الكبيرة على الحكومة الشرعية اليمنية ودول التحالف من الدول الكبرى والمنظمات الأممية والمبعوثين الدوليين، الذين لا يريدون جميعا هزيمة الحوثيين ولا زوالهم، وقد لاحظ جميع المراقبين أنه كلما ضاق الخناق على الحوثيين وباتت هزيمتهم قريبة، تدخلت أوروبا وأمريكا لمنع الحسم ولعل ما حدث في الحديدة للمرة الرابعة خير دليل على ذلك، أما الأسباب الاقتصادية، فألخصها في أن هناك تجارا للحروب على مستوى الدول والشركات والجماعات والمنظمات والأفراد ومن مصلحتهم استمرار الحروب ليس في اليمن فحسب، بل في كل مكان، ومن الأهداف السياسية والاقتصادية معا أن الدول التي تقود النظام العالمي وتريد استمرار مصالحها السياسية والاقتصادية تسعى لتحويل الحرب اليمنية إلى مستنقع لدول الخليج لاستثماره سياسيا واقتصاديا ولتعطيل خطط التنمية ، ومن الأسباب الأخرى والكثيرة لعدم حسم الحرب وطول مدتها هو تعارض أهداف الكثير من الأجندات الدولية والإقليمية والخليجية والمحلية على الساحة اليمنية مع بعضها البعض، إضافة إلى أن دول التحالف في اليمن لم تترك فرصة إلا وأعلنت أن هدف التحالف في اليمن هو جلب الحوثي إلى طاولة المفاوضات لإيجاد الحل السياسي، ومن هنا استغل الحوثي هذا الموقف فماطل وناور واستمر في تحقيق المكاسب السياسية والاقتصادية وإيجاد وحشد الحاضنة الاجتماعية المناصرة له لأنه أحس بالأمان بعد إعلان هذا الموقف من دول التحالف بشكل مستمر ومكرر. » تهديدات غربية ٭ كيف تقيّم رفض التحالف للتهديدات الغربية باستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لإيقاف الحرب في اليمن؟ - أولاً.. دعني أوضح أن الدول الكبرى قد جعلت من مجلس الأمن وقراراته أضحوكة ومثار استهجان ووضعت مجلس الأمن بل والمنظمة الدولية في حالة موت سريري؛ لأن هذه الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن قد حولت هذا المجلس إلى أداة لخدمة مصالحها فقط، وليس لخدمة الأمن والسلم العالمي، وصارت هذه الدول تكيل بمكيالين دون أي حياء أو خجل أو وازع من ضمير، والأمثلة على ذلك كثيرة، أما رفض التحالف للتهديدات الغربية باستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي بإيقاف الحرب في اليمن، فإن أمر إيقاف الحرب ليس بيد هذه الدول الغربية أو الشرقية لأن مَنْ يتحكم في وقف إطلاق النار هم أربع فئات، الأولى الشعب اليمني الذي عقد العزم على تحرير أرضه من إيران وهو يسير على مقولته الشهيرة «لا بد من صنعاء ولو طال الزمن»، أما الفئة الثانية فهي الحكومة اليمنية الشرعية، التي ترفض أن يعطى للحوثيين وإيران طوق النجاة، وهذه الحكومة الشرعية مصممة على فرض سيادتها الوطنية على كل المناطق اليمنية دون استثناء، في حين أن الفئة الثالثة هم الحوثيون أنفسهم لأنهم عصابة شيمتها الغدر ، أما الفئة الرابعة فهي دول التحالف العربي التي لن تقبل أن تتحول اليمن العربية الإسلامية ذات الحضارة العريقة والتاريخ إلى دولة مذهبية فارسية مجوسية تهدد الكيانات العربية الوطنية القائمة، بل إنها لن تقبل على أقل تقدير أن ينشأ حزب الله يمني أو منظمات حشد شعبي في اليمن أو أي مكان من الجزيرة العربية. » قمة الخليج ٭ كيف ترى مستقبل دول الخليج ومجلس التعاون الخليجي، وماذا تتوقع من مؤتمر القمة الخليجية القادمة؟ - أتوقع مستقبلا واعدا لدول الخليج إذا صدقت النوايا وعاد مَنْ يغرد خارج السرب إلى المجموعة لمصلحته أولا، وبدون التعاون أو الوحدة الخليجية أو الاتحاد الخليجي لن يكون هناك حائط صد خليجي قوي وحقيقي ضد المؤامرات والأطماع الإيرانية والإقليمية والدولية. أما مجلس التعاون فقد كان أنجح المنظمات الإقليمية على الإطلاق حتى غردت قطر خارج السرب وتحولت إلى أداة هدم في المنظومة الخليجية والعربية، ولكن الأمل معقود بالاعتماد على الله بأن يصلح الشأن الخليجي والعربي وأن تتصرف قطر وفقا لحجمها الديمغرافي بعيدا عن المزايدات، التي تضر بهذه الدولة قبل غيرها وعليها أن تختار بين العزة والأمن والكرامة والاستقلال وهذا لا يكون إلا بعودتها إلى أحضان البيت الخليجي الممثل في مجلس التعاون أو أن تختار الخنوع والخضوع كمستعمرة في أحضان دول إقليمية ودولية لا هم لها إلا امتصاص ثرواتها والسيطرة عليها. » العلاقات مع إيران ٭ ما هو توقعك لمستقبل إيران وعلاقاتها مع المملكة والعالم العربي؟ - أولًا دعني أفرق بين الشعب الإيراني المسلم بمكوناته وشرائحه الاثنية من الفرس والعرب والبلوش والأذريين والأكراد وغيرهم، وبين النظام الإيراني وأجهزته القمعية، لأوضح أنه لا خصومة بين الشعب الإيراني والشعوب والحكومات العربية، وَلْيَعْلَمْ أهل إيران أن المشكلة ليست معهم وليست مع المذهب الشيعي الوسطي المعروف بعلمائه المعتدلين المحترمين، ولكن المشكلة هي مع النظام الإيراني الذي يدفع بتصدير ثورته العقائدية المذهبية الاثني عشرية منذُ عام (1979م) وحتى اليوم مصمما على التوسع في البلاد العربية وتغيير الأنظمة الوطنية والتركيبة الديمغرافية في العراق وسوريا واليمن وغيرها ، أما مستقبل إيران فهو لا يبشر بخير؛ لأن نظام الملالي قد وضع إيران في وضع الدولة المارقة بامتياز، وأتوقع أن ينهار النظام الاقتصادي في إيران بعد العقوبات الأمريكية، وبالتالي فإن ذلك سيؤدي إلى انهيار النظام السياسي الإيراني بثورة شعبية جارفة، أما علاقات إيران مع دول الخليج وبقية دول العالم العربي فلن تتحسن إلا إذا عادت إيران إلى رشدها وسحبت ميليشياتها وعملائها وعَدَلَتْ عن مشروع تصدير الثورة وعادت إلى داخل حدودها وخرجت من الجزر الإماراتية المحتلة.