أقيم قبل عدة أيام وفي الاستاد الرياضي بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل في الدمام سباق الجري للسيدات، وشارك في هذا السباق العديد من السيدات من مختلف الأعمار وعلى حد علمي فإن هذا السباق هو الأول من نوعه الذي يقام في جهة كبيرة، هذه البادرة بهذا النوع بلا شك تعتبر بادرة لها قيمتها ومهمة لارتباطها بشيء مهم وهو الرياضة وهذا من وجهة نظري ما نحتاجه وما يحتاجه مجتمعنا بجميع فئاته (النسائية والرجالية) ومن جميع الأعمار صغيرهم قبل كبيرهم، إذ انه متى ما غرس في الصغير معنى ثقافة الرياضة والحركة ومعنى أن تكون الرياضة جزءا من روتيننا وحياتنا اليومية (مثلها كالأكل والشرب والذهاب للعمل وما إلى ذلك من الأنشطة المختلفة) لضمنت مجتمعا بإذن الله خاليا من أمراض السمنة وما يجره هذا المرض من أمراض أخرى كارتفاع الكوليسترول وأمراض العظام والسكري والإجهاد السريع وضيق النفس وغيرها الكثير من الأمراض التي تحدث بسبب عدم ممارسة الرياضة وخاصة في هذا العصر، ومع ازدياد وتيرة الحياة اليومية وايقاع الحياة أصبح سريعا نجد أيضا كثرة تناول الوجبات السريعة والجلوس على المكاتب لفترات طويلة مما يسبب مشاكل صحية كثيرة ستكون بعيدة عن الإنسان فيما لو مارس الرياضة. أعود لبداية مقالي والحديث عن سباق الجري وعن هذه البادرة الجديدة وعن ماذا لو أصبحت هذه البادرة عادة يومية في برنامج كل شخص منا وماذا لو أصبحت الرياضة فرضا يجب القيام به؟ كيف سنصبح؟ لن أقول ستختفي كل الأمراض ولكن أجزم بأن الأمراض التي لها علاقة مباشرة بالسمنة إن لم تتلاشى فعلى الأقل ستقل ومع الوقت ستختفي، ففوائد ممارسة الرياضة كثيرة بلا شك فهي تساعد على تنشيط الدورة الدموية وبالتالي وصول الأوكسجين للدماغ والوقاية من الجلطات وتقوية عضلة القلب. كما تقوم أيضا على الوقاية من مرض الاكتئاب وزيادة الاخصاب وتقوية المفاصل والعظام وتساعد على النوم بصورة أفضل وتحسن المزاج والشعور بالبهجة والفرح والاسترخاء بسبب إفراز هرمون الأندروفين الذي يفرز أثناء الرياضة، كما أن الأطباء يشددون على من يتبعون حمية غذائية بضرورة ممارسة الرياضة لتقوية وشد عضلات الجسم والحصول على نتيجة أفضل، وأود أن أنوه إلى نقطة مهمة، وهي أن البعض ممن يمارسون رياضة المشي قد يأخذه الحماس وتتحول الرياضة من مشي إلى جري وهرولة فالحذر واجب فالبعض لديه أمراض أو موانع صحية قد تتدهور حالته في حال ممارسة الرياضة العنيفة ومن الأفضل ممن لديه تاريخ مرضي التوجه قبلها للطبيب وعمل الفحوصات اللازمة والتأكد من سلامة القلب والمفاصل والعظام والتأكد من عدم وجود أي مخاطر صحية قد تحدث لا قدر الله خاصة وأن هناك الكثير من الأشخاص لم يعتادوا على ممارسة الرياضة بشكل منتظم واحترافي، وكم سمعنا عن الكثير من الحالات التي تحدث فيها إصابات والسبب ببساطة أن الحالة الصحية لا تسمح بذلك، لذا فالاعتدال مطلوب في كل شيء وقديما قالوا العقل السليم في الجسم السليم، وستكون الرياضة أجمل وذات فعالية أكبر إذا كانت بمشاركة جماعية بين أفراد الأسرة بعضهم البعض أو بين الأصدقاء.