أقام «ملتقى الوعد الثقافي»، بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، أمسية أدبية لاستعادة تجربة الشاعر والأديب حسن السبع. وكان ضيوف الأمسية الدكتورة ميساء الخواجا، أستاذة جامعية، قدمت دراسة لديوان السبع «ركلات ترجيح» بعنوان «الكتابة والسخرية في ركلات ترجيح" لحسن السبع، والدكتور فهد حسين من البحرين الذي قدم ورقة نقدية بعنوان "ليالي عنان" والهروب إلى الماضي، وأدار الأمسية حسين الجنابي. وتضمنت الأمسية توقيع كتاب "تتلوى كاف التشبيه" عن أدب حسن السبع، في مقر الجمعية. افتتحت الأمسية الدكتورة ميساء بتعريف السخرية والأدب الساخر، وقالت إنه يقوم على تناول عميق لقضايا اجتماعية، ويهدف إلى النقد ثم إلى الإضحاك، ومن بواعثه محاولة تحويل الألم إلى نوع من التعبير، وهو فن صعب يهدف إلى تبني ثنائيات متناقضة، وفي الشعر لابد من العنصر الأدبي الجمالي وأن تتوفر مقومات منها الجرأة واللامبالاة وذكاء الصياغة. وأكدت أن السبع استطاع أن يجمع كل ذلك في "ركلات ترجيح" واستطاع أن يوائم بين التراث والشعر القديم والتناص المباشر وغير المباشر مع الشعراء القدامى وتوظيف العامية والألفاظ الإنجليزية، وأكدت على أن السخرية في ديوان السبع نوع من الكوميديا السوداء، والشاعر ركز على انتقاد القضايا الاجتماعية واليومية التي ترتبط بالإنسان العادي البسيط، وأجاد السبع التلاعب اللغوي واستخدم المحاكاة الهزلية ليعمق المفارقة بحيث يؤسس لمفهوم الضحك وفلسفته، لافتة إلى أن السبع ينفرد عن غيره من الشعراء بهذه السخرية في المشهد الثقافي في السعودية. وأوضح الدكتور فهد حسين أن (ليالي عنان) لحسن السبع هي الرواية اليتيمة في أعماله الأدبية التي تنوعت بين الشعر والمقال الصحفي والرواية، وتساءل لماذا اتجه السبع إلى الرواية، كما هو دارج بين الكثير من الشعراء، وأجاب: ربما لأنه لم يتلقَ الاهتمام الذي يستحقه في المشهد الثقافي الخليجي والعربي، وأضاف إن من قرأ الرواية يشعر بأن الكاتب شاعر وعلى علم موسوعي بالتراث والشعر العربي، وتساءل لماذا اللجوء إلى الماضي، ربما هو هروب بحيث يتخفى الكاتب وراء حلم يمكنه أن يقول ما يريد عن واقعه الذي يعيش فيه، فهو يناقش أموراً كثيرة في الرواية: المجتمع البغدادي في القرن العباسي الأول، ويصف بغداد والناس في ذلك الزمان ومن ثم الإسقاط على الواقع الحالي.